الرقابة على التغطية الإعلامية للانتخابات (نسخة المدرب)

Primary tabs

الرقابة على التغطية الإعلامية للانتخابات (نسخة المدرب)

آذار 2021

لوسائل الإعلام دور فائق الأهمية في الانتخابات؛ فإلى جانب دورها الرقابي فيها،[1] لها أدوار أخرى لا تقل أهمية، كنقل المعلومات وإرشاد الجمهور حول العملية الانتخابية.[2] ولما كان الإعلام "يقع في الوسط بين الجمهور والمرشحين" من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى؛[3] نجد الخبراء ينصحون الإدارات الانتخابية بتأسيس علاقات شراكة مع وسائل الإعلام، باعتبارها "حليفاً مهماً للإدارة الانتخابية"؛ فيدعونها إلى "اعتماد استراتيجية إعلامية تقوم على تعزيز التواصل الدائم والإيجابي مع وسائل الإعلام، وعلى التحقق من حصول تلك الوسائل على معلومات انتخابية صحيحة ودقيقة، بما في ذلك ما يتعلق بنشاطات وفعاليات الإدارة الانتخابية".[4]

ولكن في الواقع هنالك إشكال لا يخفى على أحد؛ هو عدم حياد أغلب وسائل الإعلام، سواء الرسمية أو الخاصة أو الأهلية [أو الحزبية]، وبخاصة في السياقات الانتقالية؛[5] إذ في كثير من الأحيان ما تقع أمام تأثير القوى السياسية خلال الانتخابات، ومن ذلك في تجارب عربية كثيرة.[6] ولذلك تُعنى بعثات المراقبة بإنشاء وحدة رصد للإعلام ووجود محلل إعلامي.[7] كما أن بعض وسائل الإعلام قد تحاول إقحام المراقبين في تصريحات توظفها في المعركة الانتخابية.[8]

ولما كانت رقابة وسائل الإعلام تأخذ أبعاداً عدة، فإن هذه المحفظة تُعنى باثنين منها: كيفية عملها على "تقديم خدماتها للمتنافسين السياسيين كي يتصلوا بفعالية مع الجمهور"، و"ضمان التغطية العادلة والموضوعية للمتنافسين السياسيين في تقارير الأخبار والمعلومات".[9]



[1] انظر: محمد إبراهيم بسيوني، كيفية مراقبة الانتخابات: أدوات المراقب المحايد (حقوق وواجبات وأخطاء المراقبين: إدارة فريق المراقبة المحلية للانتخابات) (جيزة - مصر: المؤسسة المصرية للتدريب وحقوق الإنسان، د. ت.)، 38-39.

[2] انظر: محمد دراغمة، "أخلاقيات تغطية الانتخابات"، في: مساق أخلاقيات الإعلام: نموذج مساق للتدريس الجامعي، تأليف صالح مشارقة وآخرون، تحرير صالح مشارقة (بيرزيت: مركز تطوير الإعلام - جامعة بيرزيت، 2017)، 77-80.

[3] المرجع نفسه، 77.

[4] ألان وول وآخرون، أشكال الإدارة الانتخابية: دليل المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، ترجمة أيمن أيوب وعلي الصاوي (ستوكهولم: المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، 2007)، 265.

[5] مايكل ستودارد، كيف تقوم المنظمات المحلية بمراقبة الانتخابات، ترجمة شريف جيد (واشنطن: المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، 1997)، 76.

[6] دراغمة، "أخلاقيات تغطية الانتخابات"، 75.

[7] انظر: مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دليل رصد الإعلام لبعثات مراقبة الانتخابات (وارسو: مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، 2012)، 20-21.

[8] لذلك يقدم خبراء دوليون مبادئ توجيهية للمراقبين على الانتخابات في تعاملهم مع الإعلام؛ إذ ينصحونهم بعدم إبداء الآراء والاستنتاجات حول العملية الانتخابية، خلال أية مقابلات إعلامية، كالتكهن بالنتائج أو تقييم مستوى المنافسة. وينصحون بإحالة وسائل الإعلام إلى إداراتهم، لتقدم بذاتها التصريحات الإعلامية. انظر: مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دليل مراقبي الانتخابات لأمد طويل: المراقبة ما بعد يوم الانتخابات (وارسو: مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، 2012)، 63-64. وأيضاً هذا ما تدعو إليه "مدونة قواعد السلوك" المرفقة بـ "إعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات"، المصادق عليهما (في وثيقة واحدة) من طرف الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات الدولية عام 2005. انظر: الأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات الحكومية وغير الحكومية الدولية، "إعلان مبادئ المراقبة الدولية للانتخابات ومدونة قواعد السلوك لمراقبي الانتخابات الدوليين"، المعهد الديمقراطي الوطني لبنان (27 تشرين الأول/أكتوبر 2005)، تاريخ الوصول: 28 كانون الثاني/يناير 2021، https://bit.ly/2OTWhrh.

[9] ستودارد، كيف تقوم المنظمات المحلية، 77.