This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content
يشكل الفساد السياسي بوابة كبيرة لإفساد مظاهر الحياة العامة، ويعد فساد السلطة منبع الفساد في الوطن العربي. يخوض الكتاب في الوضع السياسي اليمني وعلاقته بالفساد السياسي في مرحلة ما بعد انتهاء الثورة اليمنية عام 1990 وحتى قيام الثورة الشعبية في 2011. وتعتبر هذه الفترة انتقالية تعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع ومعايير الحكم الرشيد، وقد أفرغت الإجراءات والآليات المتبعة في إدارة شؤون الدولة في اليمن المؤسسات الديمقراطية من وظيفتها تزامنا مع انتشار الفساد الكبير والصغير. ويمكن تعريف الفساد السياسي على أنه استخدام المواقع السياسية العليا لتحقيق منافع شخصية وذلك من خلال تداول السلطة واحتكارها لفئات محدودة، وتقييد الفصل بين السلطات الثلاث، والتلاعب في الانتخابات، وسيطرة تجمعات المصالح على العملية السياسية لصالح تنظيم معين. أما بالنسبة لمفهوم اقتناص الدولة فهو استخدام طرق ووسائل تعتمد على الفساد السياسي وتهميش القاعدة الجماهيرية الواسعة في السيطرة على موارد وثورة الدولة خاصة مقدرات الإنتاج النفطي. وفي سياق عملية مكافحة الفساد السياسي فإن عملية دمقرطة النظام والحكم الرشيد غير كافية، وتؤدي إلى حدوث تدخلات قصدية تؤثر في بنية النظام القائم.