التعليم العالي الفلسطيني بين الحق فيه وفوضى السوق

يناقش البحث أسئلة شائكة عن ماهية التعليم والتعليم العالي في الواقع الفلسطيني، ومعالجة واقع التعليم العالي يعني ضمنياً مناقشة السياق السياسي الوطني والاقتصادي، التاريخي والثقافي والتربوي وتحولاته المختلفة، وقد قام الباحثان بالتعمق في بعض هذه التشابكات وتفكيكها وإعادة بنائها بما يوفر فهماً عميقاً لقضية التعليم، واستطاع الباحثان توصيف واقع التعليم العالي في فلسطين، وطرح تساؤلات عن أهدافه ودوره ومساهماته الحالية، وموقعه من عملية التحرر الوطني، إلى جانب دوره التنموي وإنتاجه المعرفي والعلمي. يتناول البحث التطور التاريخي للتعليم العالي والتحديات التي واجهها، وكونه جزءاً عضوياً فاعلاً على الصعيد الوطني والتنموي والسياسي والثقافي الفلسطيني. يتوصل الباحثان إلى نتيجة أن الدور الوطني والتنموي والتحرري لمؤسسات التعليم العالي أصبح باهتاً وغير محدد وحتى لم يعد من أولوياتها، حيث أن الهم الأساسي والأولوية لمؤسسات التعليم العالي حالياً هي معالجة أزماتها المالية واهتمامها في جودة الإدارة وتطويرها وانشغالها بمشاكلها اليومية، وينوه الباحثان هنا إلى خطورة ذلك ويؤكدان على ضرورة إعادة النظر في دور التعليم العالي الوطني التحرري واعتبار ذلك مهمة ومسؤولية وطنية بامتياز. إلى جانب ذلك يتطرق البحث إلى ظاهرة الزيادة الهائلة في عدد الملتحقين بالتعليم العالي وبشكل عشوائي دون ارتباط ذلك بأي هدف استراتيجي محدد إن كان وطنياً وتنموياً أو تحررياً، وهذه الزيادة جاءت على حساب التقدم بالنوع، ويحذر الباحثان من أن هذه الزيادة الهائلة نتج عنها جيش من العاطلين عن العمل وخريجين بأقل من متطلبات السوق المحلي والإقليمي.