You are here

التعاونيات والثقافة والقيم السائدة

Primary tabs

This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content

Annotation: 

يستعرض الكاتب طبيعة الثقافة والقيم السائدة في المجتمعات، والتي تحدد مدى نجاح الحركة التعاونية من عدمه، ليحاول تفسير نجاح الحركة التعاونية في مجتمعات، وفشلها في مجتمعات أخرى. إذ قدم الكاتب قراءة مهمة وعميقة للأفكار الثقافية والمجتمعية التي تعيق وتمنع نجاح الحركة التعاونية ونموذج التعاونيات، وتهدم أسس العمل التعاوني في المجتمعات المختلفة، ويشير إلا أنه بالرغم من تلك المعيقات، فالحركة التعاونية، قائمة وناجحة، إلى حد كبير، في العالم. يتناول الكاتب جدلية الواقع الاجتماعي والوعي والقيم والثقافة السائدة، ويشير إلى أن الدور الأساسي في تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافة والقيم لأفراد المجتمع، يعود إلى الواقع الاجتماعي، الذي يحدد سلوك افراد المجتمع وطبيعة علاقاتهم الاجتماعية. إلا أنه، في ذات الوقت، لا ينفي ثنائية التأثر والتأثير بين الوعي الاجتماعي والواقع الاجتماعي. يشير عبود إلى قضية مهمة، تعكس طبيعة الثقافة والقيم السائدة في المجتمع، وسلوك أفراده، والأسباب الذاتية والموضوعية في تشكيل هذا السلوك. إذ إن أغلب الناس، ليسوا مهتمين/مهيئين للتحرر الذاتي، من الواقع المفروض عليهم، واقع العبودية، فمن جانب هم مقموعين ومضطهدين، ومن جانب آخر، تم تشكيل وعيهم الذاتي؛ تشكيلهم، عقلياً، طوال تاريخهم الطويل، عبر مؤسسات الدولة والمجتمع، ليتقبلوا عبوديتهم، باعتبارها، الوضع الطبيعي. لقد تم إقناعهم بأن الشأن العام، هو مسؤولية الساسة والحكام، لا مسؤوليتهم هم، ومن ثم فإن قضية تحررهم من العبودية لا تعنيهم، كما أن الشؤون العامة للمجتمع والعالم لا تعنيهم، إلا إذا مست مصالحهم الشخصية المباشرة، وهم ليسوا على استعداد لتحمل مسؤوليات العمل الجماعي العام، وقد تعودوا على إلقاءها على عاتق الغير، والتهرب منها كلما أمكن، إلا إذا حققت لهم مصلحة شخصية مباشرة. يبحث الكانب شروط نجاح التعاونيات والعمل التعاوني، والآثار الاجتماعية الإيجابية التي تنتج عن العمل التعاوني، في التخلص من قيم الفردانية وأولوية الربح الشخصي والذاتية، والاستهلاكية الزائدة. ويعتبر أن التعاونيات، بمثابة، برنامج علاجي، مضاد حيوي طويل الأمد، من العمل الجماعي التعاوني، لمعالجة الانحطاط الاجتماعي الكلي الذي يعاني منه المجتمع. فالثقافة السائدة، لأفراد المجتمع، تقوم على قيم التنافس الفردي والصراع على المنافع الأنانية، والبحث عن الحلول الفردية، مما تدفع الناس للهجرة، أو العمل في أكثر من عمل، في نفس الوقت، لمواجهة ارتفاع الأسعار، لكنهم لا يفكرون في إنشاء جمعيات تعاونية استهلاكية، توفر عليهم ما يدفعوه للتجار، وتمنحهم الفرصة لتقليص عدد ساعات عملهم. لذلك، يدعو الكاتب إلى انشاء تعاونيات استهلاكية لمواجهة ارتفاع الأسعار، وتعاونيات إنتاجية لتوفير فرص عمل، حرة وكريمة.

Website Name: 
الحوار المتمدن