المرأة والتعاونيات الزراعية: ظاهرة برزت في الانتفاضة - بحث ميداني

تبحث الباحثات، ظاهرة زراعة الأراضي البور، في مدينة نابلس، والتي سميت، مجازاً، بالتعاونيات الزراعية أو المشاريع الأسرية أو الحدائق الخاصة، التي انتشرت مع بداية الانتفاضة عام 1987، استجابة لدعوة "القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة" واللجان الشعبية التابعة لها. وتركز الباحثات على مشاركة المرأة، من ناحية العمر والمستوى التعليمي والثقافي، ومدى تأثير الانتماءات السياسية على مشاركتها في هذا العمل. تم تحليل نمطين من الأنماط الزراعية الجماعية: الأول، التعاونيات الزراعية، والتي يشرف عليها اللجان الشعبية؛ والثاني، الحدائق الخاصة أو المشاريع الزراعية ذات الطابع الأسري الخاص. ويهدف البحث إلى التعرف على الدوافع الكامنة من وراء إقامة مثل هذه المشاريع الزراعية، بأنماطها المتعددة، ومدى استمراريتها، وأسباب توقفها، ومعرفة حجم المشاركة الشعبية العامة فيها. بالإضافة إلى معرفة واقع المرأة، اجتماعياً بشكل خاص، أي بمعنى؛ مدى قبول المجتمع لمشاركتها وعملها مع الرجل مباشرة في هذه التعاونيات. وكانت الأهداف الكامنة من وراء هذه المشاريع الزراعية، تتمثل في جانبين، الأول، أهدافاً مباشرة ذات مردود سريع بالأفراد؛ والآخر، أهداف عامة ذات بُعد استراتيجي بعيد الدى. وكانت السمة الطاغية لهذه التعاونيات، هو مشاركة أحياء كاملة فيها، بأشكال متعددة. تشير الباحثات إلى أن ظاهرة التعاونيات، هي إحدى الظواهر التي نتجت عن الانتفاضة الفلسطينية، لكن هذه المعلومة غير صحيحة أو دقيقة، إذ إن أغلب الأدبيات والدراسات، أشارت إلى وجود نموذج التعاونيات في فلسطين، منذ عشرينيات القرن العشرين، وإن كانت، في مراحل معينة، ليست متطورة أو فاعلة، لكن ما فعلته الانتفاضة هو تطوير النموذج والاعتماد عليه كوسيلة نضالية، وكمحاولة لإنتاج نموذج اقتصادي بديل، يساهم في بناء الاقتصاد الوطني، يتخلص، تدريجياً، من الاعتماد الكلي على الاقتصاد الإسرائيلي. فالأدق أنها ظاهرة "برزت"، وليست "نتجت"، فالعنوان أدق من سياق البحث الذي ذكر به أكثر من مرة، أن التعاونيات نتجت عن الانتفاضة. تكمن أهمية هذه الدراسة، أنها بحثت، ميدانياً، واقع التعاونيات الزراعية، والمشاريع الزراعية الفردية أو العائلية، في السنوات الأولى للانتفاضة، والإنجازات التي حققتها، على المستويين الوطني والعائلي. بالإضافة إلى المعيقات في تطوير واستمرارية هذه التعاونيات، بجوانبها المتعددة، إجراءات وسياسات الاحتلال أو الثقافة المجتمعية أو المعيقات الأخرى، العملية والمادية.