عقد حوارية رقمية بعنوان "الإنتاج المعرفي - الأخلاق، والسياسة، والبحث: التفكير في اللاجئين والرأسمالية" قدمتها د. ميسون سكريّة

عقد معمل الأفكار في معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان - جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 23 حزيران/يونيو 2020، الحوارية الرابعة من سلسلة "تباعد جسدي، اشتباك فكري"، عبر الاتصال المرئي، بعنوان "الإنتاج المعرفي - الأخلاق، والسياسة، والبحث: التفكير في اللاجئين والرأسمالية" قدمتها الدكتورة ميسون سكرية، أستاذة رئيسية في دائرة التنمية الدولية، في كلية كنغ في جامعة لندن.

أكدت الدكتورة ميسون سكرية، في بداية الحوارية، على ضرورة اعتبار الأيديولوجيات المختلفة والأزمات والمصالح المادية ووجهات النظر جزءا لا يتجزأ من عملية إنتاج المعرفة.

وقالت إن هناك أسئلة يجب التركيز عليها، في سياق فهم عمليات الإنتاج المعرفي، والتي اعتبرتها، أسئلة جوهرية، كونها تعمل على إخراج قراء ذو نظرة نقدية. هذه الأسئلة هي: كيف تقوم المصالح والأجندات السياسية بتشكيل أنواع المعرفة التي يتم إنتاجها؟ وما هي أنواع المعرفة التي يتم تجاهلها؟ إضافة إلى ماهية وجهات النظر التي يتم منحها الأولوية؟

تطرقت الدكتورة سكرية إلى تجربتها وملاحظتها لعملية إنتاج المعرفة المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من التسعينيات حتى 2006، وبينت، على سبيل المثال، أن هناك ما يقارب 3500 بحث وعشرات الكتب وآلاف التحقيقات الصحفية، عن مخيم شاتيلا وحده

وأضافت سكرية أنه، من العوامل التي كانت سبباً في "اجتياح" الباحثين للمخيم، في فترة التسعينيات، اتفاق أوسلو والمفاوضات على حق العودة واللاجئين، مبينة أن هذا "الاجتياح البحثي" خلق علاقات جديدة داخل المخيم. وأشارت إلى وجود مفهوم النكبة المستمرة في المخيم، والسبب في ذلك، أن الفلسطينيين في داخل المخيم محرومين من حقوقهم.

بالنسبة للعلاقة بين الباحثين واللاجئين، أوضحت الدكتورة سكرية أن هذه العلاقة قد تغيرت، إذ أصبحت تنفذ الأبحاث من قبل مساعدي الباحثين، والذين غالباً ما يكونوا لبنانيين حاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه لكنهم عاطلين عن العمل. وأشارت إلى أن العمل الفكري أصبح عملا مأجورا، والذي أدى بدوره إلى خلق حالة من الاغتراب في العمل، والشعور بالاستغلال، لأن العمل يكون أكثر من مردوده المالي.

وفي موضوع اللجوء السوري، أشارت الباحثة سكرية على أنه تم تصنيفه كأزمة أوروبية، من قبل أوروبا. وأوضحت أن الحكومة البريطانية، على سبيل المثال، قد أنشأت عام 2015، صندوق أبحاث التحديات العالمية (GCRF)، بميزانية 1.5 مليار جنيه إسترليني للأبحاث، من أجل أن تساهم هذه الأبحاث في تحقيق استراتيجية المساعدات البريطانية الخارجية، وأضافت أن الصندوق أعطى 80% من المنح لدراسات حول اللاجئين السوريين في لبنان.

تخلل الحوارية نقاش مفتوح ومعمق مع المشاركين، حول الإنتاج المعرفي وقضية اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، بالإضافة إلى دور إنتاج المعرفة، في ظل الأيديولوجيات المختلفة في الحقبة الرأسمالية.