This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content
عقد معمل الأفكار في معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان – جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 30 حزيران/ يونيو 2020، الحوارية الرقمية الخامسة من سلسلة "تباعد جسدي، اشتباك فكري"، بعنوان "لماذا الاقتصاد السياسي؟". قدمتها الدكتورة شيرين صيقلي، أستاذة مشاركة في دائرة التاريخ في جامعة كاليفورنيا - سانتا باربرا، والتي تعمل محررة مشاركة لمجلة الدراسات الفلسطينية، وللمجلة الرقمية "جدلية". وهي مؤلفة كتاب: "رجال المال: الندرة والاقتصاد في فلسطين زمن الانتداب" (Men of Capital: Scarcity and Economy in Mandate Palestine).
استهلت الدكتورة شيرين صيقلي الحوارية بالتطرق إلى جرائم قتل المواطنين السود على يد الدولة في الولايات المتحدة، وآخرها جريمة قتل جورج فلويد. وأوضحت أن هذه الجرائم ألهمت اندلاع انتفاضة وطنية متعددة الأعراق والأجيال، والتي لم تكن وليدة اللحظة، بل نتاج عدة عقود من النشاط السياسي والحراك الاجتماعي الناجم عن الظروف المادية والوقائع المُعاشة الممتدة من تاريخ الاستعباد والاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري. كما ربطت الدكتورة أعداد ضحايا المواطنين الأمريكان السود، التي تمثل ثلاث أضعاف البيض، بالنظام الطبقي والعرقي الذي تقوده إدارة ترامب برفقة الزعماء اليمينيين العنصرين في العالم، كنتنياهو ومودي والسيسي وبولسونارو.
لقد أكدت صيقلي على وجود علاقة وطيدة بين هذه الوقائع من جهة ومقتل الشابين إياد الحلاق وأحمد عريقات على يد الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، وأوضحت كيفية المقارنة بين هذه الأحداث، مع اختلاف خصوصية كل سياق، وعلاقة الاقتصاد السياسي في خضم كل هذه الوقائع.
وفي ذات السياق، بينت الدكتورة صيقلي أهمية معالجة العنصرية داخل المجتمعات وانتقاد النفس، وأهمية معالجة كل هذه المشاكل بالتوازي مع المشاكل الناجمة عن الاحتلال والاستعمار. وأشارت كذلك إلى عدم فعالية استخدام نفس شعارات المواطنين السود في أمريكا، في فلسطين والمناطق العربية.
أشارت الدكتورة شيرين صيقلي إلى وجود تشابه بنيوي بين السياسات الحكومية، التي حاولت احتواء الفقير في بريطانيا، وبين المستعمر في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني. وأبرزت أهمية التعمق أكثر في الذات، مع اعتبار السياق الاستعماري وليس الاعتماد عليه كمصدر لجميع الأسئلة، مما يمكننا من توسيع الرؤية لأنماط أكثر والتفكير بمشروع عربي أو عالمي للمستقبل.
كما تطرقت صيقلي لأهمية النهضة الاقتصادية، كحركة متنوعة، للنهوض بالأمة ومحاربة الفساد والتقاليد البالية، إذ لم يكن مشروع النهضة العربية ثقافيا أو أدبيا أو راديكاليا أو قوميا، بل كانت النهضة حقبة تزخم بالتبادل الفكري والتعددية. وأشارت صيقلي إلى علاقة المنعطف الثقافي بالاقتصاد السياسي، وحذرت من الانصراف عن الدروس الثقافية في الاقتصاد السياسي، إذ أن الابتعاد عن دراسة الاقتصاد السياسي، يعمل على تحييد القدرة على محاولة استخدام الاقتصاد السياسي في معناه الفاعل ومواجهة اللامساواة.
تخلل الندوة نقاش مفتوح حول العلاقة بين امتداد طبقة الاقتصاديين، التي تشكّلت من أصحاب رؤوس الأموال، والمشروع القومي، ومستقبل المشروع الوطني في فلسطين، والعبر المستفادة من الماضي.