This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content
استمرت فعاليات مؤتمر مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان – جامعة بيرزيت السنوي السادس والعشرين، لليوم الثاني السبت السادس والعشرين من أيلول 2020، تحت عنوان "متى تعود الابتسامة إلى عالمنا؟"، عبر صفحة معهد مواطن على اليوتيوب، وذلك بمشاركة العديد من الباحثين والأكاديميين والناشطين اجتماعياً وسياسياً.
استهل اليوم الثاني بكلمة مفتاحية للرئيس المؤسس لمركز البحوث التشاركية في اَسيا، الدكتور راجش تاندون من الهند، بعنوان "إعادة تخيل أزمان مقبلة فيها كل حياة تهم: الديمقراطية التشاركية في حقبة ما بعد الجائحة". طرح فيها إعادة تصور المستقبل حيث يعيش الجميع وأشار إلى عدة قضايا أبرزها، ارتفاع معدلات الوفيات في الأنظمة الرأسمالية الغربية، وتعرض البنية التحتية كافة للتصدع وخصوصاً قطاع الصحة، والديمقراطيات الانتخابية الاستبدادية والمركزية، كما قدم بعض الحلول للخروج من الأزمة الحالية بأقل الخسائر.
بدأت الجلسة الثانية للمؤتمر بعنوان "مستقبل الرأسمالية"، التي ترأستها مديرة برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، الدكتورة ليزا تراكي، بالورقة الأولى التي قدمها الدكتور رائف زريق، الباحث والأستاذ المختص في الفقه، التي كانت بعنوان "الشعبوية وحنة أرندت". تناول فيها المقارنة بين الحركات الشعبوية الاَن وبين الحركات التوتاليتارية التي وصفتها حنة أرندت، في القرن المنصرم، والتي نشعر بأنها تتماثل في بعض الظواهر التي نعيشها الآن من مرحلة امتداد وهيمنة سياسات وحركات شعبوية. وتساءل الدكتور زريق حول إمكانية أن تتحول النزعات الشعبوية إلى حركات توتاليتارية، وأوضح طبيعة الأزمة في الفكر الليبرالي، في القرن المنصرم، مقارنة مع أزمته الحالية.
أما الورقة الثانية "أزمة الرأسمالية في ظل الفوضى العالمية الراهنة"، فقد قدمها أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل السيد. وتناول فيها الأبعاد الرئيسية للأزمة الحالية التي تواجه العالم الرأسمالي، ومنها: وباء كوفيد 19، والركود في الاقتصاد العالمي، وتدهور الظروف البيئية. وقد أشار إلى وجهة نظره في صعوبة انهيار النظام الرأسمالي العالمي، وبالتالي استمرار الأزمة على الرغم من أن النيوليبرالية قد مهدت الطريق للأزمة الحالية.
ترأست الدكتورة رنا بركات، عضو الهيئة الأكاديمية في جامعة بيرزيت، الجلسة الثالثة "عمق الأزمة"، فكانت الورقة الأولى فيها بعنوان "إعادة تموضع الفساد السياسي في النظام العالمي الراهن" قدمها عضو الهيئة الأكاديمية في جامعة بيرزيت، الدكتور باسم الزبيدي. تطرق فيها إلى أهم الملامح البنيوية للفساد السياسي الذي رافق التحولات النيوليبرالية في العقود الأخيرة، وتحليل صيغ تموضعه الجديدة مستقبلاً، وخاصة بعد جائحة كورونا. كما تناول انعكاسات عملية تموضع الفساد السياسي، وآثار ذلك على حالة البشرية، سياسياً وبيئياً.
والورقة الثانية قدمتها عضو الهيئة الأكاديمية في كلية القانون في جامعة وندسور في كندا، الدكتورة ريم بهدي، والتي عنوانها "هل التضامن الدولي عبر ثنائية المسترد - غير المسترد ممكن؟". تناولت فيها كيف يتم تصنيف الناس عبر الأزمنة والأمكنة المختلفة إلى مجموعات، فالمجموعة التي اعتبرت قاصرة أخلاقياً لها نظير يواجه ظروف الحياة نفسها، ولكن يتم تعريف ظروفه بأنها نتيجة لعوامل خارجية وليست سمة متأصلة به، وبالتالي تم وضع قوانين لتعكس ذلك. كما تساءلت الدكتورة بهدي حول إمكانية بناء التضامن الذي نحتاجه للاقتراب من العدالة من خلال القانون، وإمكانية استخدام القانون لبناء تضامن دولي.
واختتمت الجلسة الثالثة بورقة قدمها الدكتور كواديو أبياجي – أتوا، محاضر رئيس في كلية الحقوق في جامعة غانا، التي كانت بعنوان "تشكيل هوية أفريقية للحوكمة وحقوق إنسان في النظام العالمي ما بعد الجائحة". تطرق فيها إلى خطر تخطي أفريقيا من قبل ما بات يعرف بالنظام العالمي ما بعد الجائحة، وأن يبقى الفكر السياسي وتوازن القوى عقب جائحة كورونا يراوح مكانه في القارة السوداء. فقد شكل أداء الحكومات في أفريقيا، خلال أزمة فيروس كورونا، وعدم قدرتها على تحقيق التوازن بين الحقوق الفردية ومصالح المجتمع، مؤشرا على خطر بقاء القارة على الهامش. كذلك أوضح الدكتور أبياجي - أتوا أن القوانين الجديدة التي تم سنها والإجراءات الجديدة التي فرضت إبان الجائحة ستتجاوز مرحلة الطوارئ، وتصبح "الوضع الطبيعي الجديد"، ما سيؤدي ذلك إلى إضعاف الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
يُشار إلى أن أعمال مؤتمر مواطن السنوي السادس والعشرين ستستمر يوم غد، الأحد 27 أيلول، وتناقش معطيات الواقع ومتطلبات التغيير، واستشراق معالم المستقبل.