This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content
يحاول مركز بيسان من خلال هذا التقرير، استعراض نتائج وأهداف دراسة بحثية، أعدها لعشرات التعاونيات، في الضفة الغربية، خاصة التعاونيات النسوية وتعاونيات الإنتاج الزراعي، للتعرف على واقعها، وخصائص بنيتها، وتوجهاتها، وطرق عملها. يسعى التقرير لإظهار محطات نموذج التعاونيات في السياق التاريخي الفلسطيني، والتعرف على الإشكالات والثغرات التي تعيق تطورها واستمرارها، والتي أهمها – من وجهة نظر مركز بيسان – إهمال البعد الفكري المتعلق بالمفاهيم الفكرية المرتبطة بالتعاونيات كمفهوم التعاون، والعمل التطوعي والجماعي، ومفهوم التنمية والتنمية البديلة، والنوع الاجتماعي، والحماية الاجتماعية. إذ يشير الفهم التنموي الحقيقي، إلى عدم كفاية البعد التقني، وحده، في إقامة التعاونيات واستدامتها، فلا بد من وجود منهج شمولي لفهم التعاونية ودورها. فليست الفكرة مثلاً، أن تكون المرأة منتجة فحسب، بل أن تتغير علاقات الإنتاج السائدة وحلقاتها المتتابعة، وما ينتج من جرائها من علاقات وقيم ونظم وقوانين. يقدم التقرير قراءة تحليلية ونقدية للتجارب الناجحة للتنمية، ولمسار التنمية في ظل واقع السلطة والاحتلال، في محاولة لإعادة الاعتبار للتعاونيات، ولقيمة التعاون وتضافر الجهود لتحقيق أهداف جماعية ومشتركة. إذ يشير التقرير، بما أنه لا يمكن الحديث عن تنمية شاملة ومستدامة في ظل واقع الاحتلال، فلا بد من الحديث عن تنمية تعزز من صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، وتعزز عوامل ارتباط الفلسطيني بالأرض، وتحد من الفقر والبطالة، وتركز على الفئات المهمشة والمحرومة في المجتمع. وذلك عبر نموذج التعاونيات، فقد أثبتت الحركات التعاونية المقاومة، جدارتها ونجاعتها في الانتفاضة الأولى، إلا أن الاحتلال أعاق تطورها واستمرارها، بل واستهدف ضربها. من جهة ثانية، لعب اتفاق أوسلو، دوراً أساسياً، في اعتماد التنمية الخاضعة لأجندة خارجية (الممولة والاتفاقيات).