This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content
عقد برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في معهد مواطن لقاءً حول تجربة الأسيرات في سجون الاحتلال، يوم الثلاثاء 31 أيار/مايو 2022. شارك في هذا اللقاء كل من الأسيرة المحررة لينا الجربوني والأسيرة المحررة لمى خاطر والأسيرة المحررة رلى أبو دحو والأسيرة المحررة نادية الخياط والأسيرة المحررة ليان كايد، ويسرت اللقاء الأسيرة المحررة خالدة جرار.
هدف اللقاء إلى تعميق فهم الحركة الأسيرة النسوية من منظور نسوي، حيث ركزت الضيفات في الحديث عن تجاربهن في سجون الاحتلال على كافة مراحل الاعتقال والسجن، وصور التعذيب الذي يمارس على الأسيرات بصفتهن نساء وبصفتهن أسيرات. ومن جانب آخر، سلطت الضيفات الخمس الضوء على سبل المقاومة التي قادتها الأسيرة الفلسطينية في سبيل مجابهة السجان ونيل الحرية.
تحدثت الأسيرة لينا الجربوني حول مرحلة الاعتقال التي عاشتها ما بين أعوام 2002 و2004 وكيف كانت هذه المرحلة مختلفة من جانبين: الأول متعلق بكونهن أسيرات دخلن المعتقل حديثاً ولم يتواجد نساء غيرهن، مما جعلهن يواجهن صعوبة في مواجهة السجن والسجان. والثاني حول دمج الأسيرات الفلسطينيات مع السجينات الجنائيات الإسرائيليات وهو ما شكل تحدياً كبيراً أمامهن. أسهبت الأسيرة نادية الخياط في تفصيل هذا التحدي الذي واجهته الأسيرات، حيث تحدثت عن تعمد الاحتلال زرع الحقد والتحريض في نفوس السجينات الجنائيات ضد الأسيرات الفلسطينيات باعتبارهن "مخربات"، ولكن نجحن الأسيرات الفلسطينيات في حالات كثيرة باستخدام أسلوب الحوار من استمالة هؤلاء السجينات لصفهن. ومن جهة أخرى تحدثت الأسيرة المحررة الخياط عن أساليب التعذيب التي ينتهجها السجان ومنها الضرب الجسدي والإيذاء النفسي، وحرمان الأسيرات من أدنى احتياجاتهم وخصوصاً تلك الاحتياجات الخاصة بالنساء.
بدورها تحدثت الأسيرة المحررة رولى أبو دحو حول موضوعين هامين: الأول حول مفهوم الهوية الوطنية وعلاقتها بالحركة النسوية الفلسطينية ومفهوم النضال النسوي، حيث شددت على مسألة مشاركة المرأة في النضال بصفتها فلسطينية مثلها مثل بقية شرائح المجتمع. والموضوع الثاني هو الاضطهاد المركب الذي تعيشه النساء الفلسطينيات، بحيث تعاني المجتمع الأبوي الى جانب ما تعانيه من الاحتلال. وأشارت إلى مسألة الهوية النسوية للأسيرات اللاتي كن يؤمن أن تحرر المرأة لن يكون إلا بتحرر المجتمع، فالمستعمر لا يفرق بين رجل وامرأة في انتهاكاته فالمعاناة واحدة للأسيرة كما الأسير.
أما الأسيرة المحررة لمى خاطر، فقد سلطت الضوء بشكل مفصل على مرحلة التحقيق، وتعامُل المحققين الإسرائيليين مع الأسيرات، بحيث يحاول المحقق ممارسة الابتزاز العاطفي مستغلاً كون الأسيرة أُماً، ومحاولة المحققين إيصال رسالة إلى "المجتمع المحافظ" أنه لا فرق لديهم في معاملة النساء عن الرجال. كما أشارت أ. خاطر إلى وسائل التعذيب الأخرى المتبعة أثناء مرحلة التحقيق مثل طول مدة التحقيق والشبح بما يعرض الأسيرة للتعب والإعياء الشديد وأحيانا الهلوسة. بالإضافة إلى أسلوب التهديد سواء باعتقال أطفالها أو بتدمير حياتها الأسرية.
واختتمت المداخلات بمداخلة الأسيرة المحررة ليان كايد، والتي تحدثت كيف يمكن أن يكون التعليم مقاومة من داخل الأسر، حيث إن اعتقالها برفقة 7 من طالبات جامعة بيرزيت لم يُثنيها عن مواصلة التعلم وتبادل المعرفة داخل الأسر.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء نفذ ضمن المساق الخاص بالحركة الأسيرة النسوية الذي يدرس في برنامج الديمقراطية وحقوق الإنسان، والذي يأتي ضمن سياسة معھد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان وبرنامج الماجستير الهادفة إلى رفع مستوى التفاعل بين الجامعة والمجتمع، وكجزء من حرص المعھد والبرنامج الدائم على التفاعل مع ما يطرح في المجتمع الفلسطيني من قضايا وخاصة في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان.