You are here

يوم دراسي حول النقابات والاتحادات العمالية من المنظورين: الفلسطيني والفرنسي

Primary tabs

This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content

4 حزيران/يونيو 2022

عقد معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الانسان بالشراكة مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، يوماً دراسياً حول "النقابات والاتحادات العمالية من المنظورين: الفلسطيني والفرنسي". وذلك يوم السبت بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2022. شارك في اليوم الدراسي مجموعة من الباحثين والأكاديميين والنقابيين.

ركز اليوم الدراسي، بشكل عام، على القضايا المعاصرة التي تواجهها النقابات العمالية في فرنسا وفلسطين، وفي سياق التضييقات التي تعاني منها النقابات العمالية في القطاعات المختلفة، والمحاولات المستمرة لإضعاف أو تقليص دور المؤسسات الهادفة للدفاع عن الحقوق العمّالية خاصة في ظل سياق استعماري يسعى لشل التنظيم الجماعي ويهدِم تطور النقابات العمّالية من جانب، ومن جانب آخر التحوّلات العالمية لليبرالية الجديدة، والحاصلة على كل من الأشكال التقليدية للتوظيف وتمثيل العمال من جانب آخر. كما ناقش اليوم جمود الأطر المؤسساتية، واستراتيجيات المراوغة والتكيّف التي تتبعها النقابات لمواجهة العقبات التشريعية والاقتصادية والظرف السياسي، والحيثيات التي تحكم عملية تجديد أشكال التنظيم وتمثيل العمّال.

اشتمل اليوم على أربع جلسات حوارية، ومقدمة قدمتها الأستاذة مارييت بالون، استعرضت خلالها الهدف من اللقاء، وناقشت سؤال إمكانية المقاربة بين واقعيين مختلفين، وأهمية الدراسات والنقاشات المتعلقة بالاتحادات والنقابات والحقوق العمالية، وأدوات المقارنة والتحليل الممكنة، وكيف تسهم مثل هذه النقاشات في تطوير وتعميق البحث حول العمل والتنظيم النقابي العمالي.

في الجلسة الأولى، تحت عنوان: "تصوّر مفاهيمي، منظور فرنسي/فلسطيني"، تحدث كل من د. مضر قسيس، ود. توفيق حداد، ود. صوفي بيرو، وأدار النقاش الأستاذ جميل سالم. استهل النقاش حداد من خلال استعراض الحالة الفلسطينية وتأثيرات الليبرالية الجديدة على الاقتصاد الفلسطيني، وتحديد النقاش في ثلاث مراحل، المرحلة الأولى منذ توقيع اتفاقية أوسلو وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية حتى عام 2000، المرحلة الثانية حتى عام 2004، مرحلة بداية الانتفاضة الثانية، والإصلاحات المقترحة على السلطة، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة سلام فياض، وخطط صندوق النقد الدولي للسلطة، وضخ الأموال. واستعرضت المتحدثة الثانية بيرو، إطار تنظيم العمل وسوسيولوجيا الحركة النقابية في فرنسا، ومأسسة العمل النقابي، ودور الدولة وقوة تأثير السلطة العامة (la Puissance Public) على الحركة العمالية والنقابات والتبعية المؤسساتية من خلال التمويل الحكومي. أما قسيس، فقد ناقش مفهوم تشوه العمل النقابي وانفصاله عن النضال الطبقي في فلسطين نتيجة الظرف الاستعماري وتحوله لنضال قومي، وعلاقة المستعمَر بالمستعمِر، وسبل العودة إلى المهام الأصلية للحركة النقابية العمالية، وإشكاليات النضالات النقابية، من خلال استعراض تجربة حراك المعلمين، وإضراباتهم الأخيرة ضد من يفترض أن يمثلهم وليس ضد المشغل، وأخيراً، آفاق انتعاش العمل النقابي، في العالم، وفي فلسطين خاصة.

في الجلسة الثانية، تحت عنوان: "تنظيم العمال وتشكيل النقابات"، تحدث كل من الأستاذ لوكاس وينيارسكي، والأستاذة دانا فراج، وأدار النقاش د. توفيق حداد. استعرض وينيارسكي بدايةً تاريخ العمل النقابي في فرنسا، وخاصة الكنفدرالية العامة للشغل (CGT)، ومن ثم حالة التنظيم النقابي وإمكانيته للعاطلين عن العمل في فرنسا، وغير المستقرين في عملهم نتيجة عقود التوظيف ونزع صفة الانتظام والاستقرار في العمل في قطاعات وأنشطة معينة، وإمكانيات التكيف مع الحالة وتطوير نضالاتهم النقابية. أما فراج، فقد تحدثت حول واقع العمل النقابي اليوم في فلسطين، وسقف النضال النقابي وجذوره، ودور النقابات في النضال الوطني والاجتماعي والطبقي، والتشريعات المرتبطة بحقوق العمال والتنظيم النقابي، والقرارات القضائية التي تعالج الإضرابات العمالية وارتباطها بمفهوم الصالح العام، وما هو مفهوم الصالح العام، والتحديات التي تواجهها النقابات العمالية والحراكات الاجتماعية والساعية للمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية، في ظل تضييق مساحات العمل سواء على الصعيد القانوني التشريعي والقضائي، أو على صعيد ممارسات السلطة التنفيذية.

الجلسة الثالثة، تحت عنوان: "العمل النقابي: ممارسات وتجارب"، تحدث فيها كل من الأستاذة لينا كارديناس، ود. لينا ميعاري، وأدار النقاش د. مضر قسيس. عرضت كارديناس تجربة التنظيم العمالي النسوي، وعلاقات التضامن النقابي، خاصة النسوي، من خلال تجربة جمعية Solidaires النقابية، أي التضامن، وهي تجربة حديثة أسست من قبل ناشطين، واستعرضت آليات التدريب التربوي للنقابيين، وكيف تتشكل آليات العمل والمعرفة للنقابيين، وعلاقة الجمعية مع المنظمات النقابية المختلفة في فرنسا وخارجها، وخاصة مع النساء من دول الجنوب، كما تطرقت إلى عمل ربات المنازل والعمل غير مدفوع الأجر للنساء. أما ميعاري، فقد استهلت حديثها في عرض منهجيتها التي تتعامل مع الواقع وتعقيداته والإطار النظري والمفاهيمي، من خلال الحديث في إطار تجربة نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت، وتاريخها، وبرنامج عملها، والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها، في ظل السياق التاريخي والواقع النقابي، وعلاقتها مع نقابات الأساتذة والعاملين في الجامعات الأخرى، وإمكانيات التضامن والعمل مع مختلف النقابات العمالية والمهنية، رغم إشكاليات الاحتواء التي تعاني منها العديد من النقابات.

الجلسة الرابعة، تحت عنوان: "الاقتصاد الاجتماعي واقتصاد التكافل، تحدٍ أمام النقابات"، وتحدث فيها كل من د. طارق صادق، والأستاذ ويلي جيبار، وأدارتها د. صوفي بيرو. سلط صادق الضوء على النقابات في فلسطين كشبكات واسعة غير مركزية، تناضل من أجل حقوق العمال، وتشكيلها لقاعدة للاقتصاد التضامني الذي يدعم النضال الفلسطيني والصمود ضد الاستعمار الإسرائيلي، وتجربة الانتفاضة الأولى، والبحث عن نموذج بديل للاقتصاد الفلسطيني، كاقتصاد مقاوم في مواجهة سياسات الليبرالية الجديدة وسياسات المانحين الدوليين وفشل مشاريع التنمية تحت الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة. أما جيبار، فقد تحدث حول مفهوم الاقتصاد الاجتماعي واقتصاد التكافل والتضامن (EES: l’économie sociale et solidaire) كـ ألدورادو جديد (أسطورة مدينة ألدورادو، وهو الشيء المطلي بالذهب: مفهوم يستخدم لما هو مثالي) ونيوليبرالي لكل من الدولة وأرباب العمل، من خلال عرض تأملات في تجربة التعاونيات، وإمكانيات الاستخواذ التجاري عليها، وكذلك علاقتها مع الكنفدرالية العامة للشغل (CGT).

في الختام، برز من خلال النقاش واستعراض بعض تجارب العمل النقابي في كل من فلسطين وفرنسا، العديد من القضايا والديناميكيات والتحديات المشتركة التي قد تسهم في خلق فرص بحثية ومقاربات جديدة.

Attachments: