You are here

مبادرة كرامة تنظم لقاءً تشاورياً لنقاش مسودة ورقة حول الذكاء الاصطناعي في إطاره التاريخي والاجتماعي

Primary tabs

This content is currently only available in Arabic, press here to view Arabic Language content

5 آذار/مارس 2025

نظمت مبادرة كرامة لقاءً تشاورياً لنقاش مسودة ورقة خلفية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في إطاره التاريخي والاجتماعي"، أعدتها الباحثة هديل أيوب، وذلك يوم الأربعاء 5 آذار 2025، في مقر معهد مواطن في جامعة بيرزيت. وشارك في اللقاء عدد من الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية.

ويأتي إعداد هذه الورقة ضمن جهود مبادرة كرامة لتشكيل مجموعة عمل عابرة للتخصصات حول قضايا الذكاء الاصطناعي من أجل الوقوف على ماهية الذكاء الاصطناعي وآليات عمله، وتحليل أثره على حياة وكرامة البشر، بما يشمل تأثيره على عمليات التعلّم وإنتاج المعرفة والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وانعكاساته على الحريات.

افتتح اللقاء مضر قسيس، مدير مبادرة كرامة، الذي رحّب بالحضور، واستعرض بإيجاز أهداف المبادرة، مؤكداً على أهمية تناول الذكاء الاصطناعي من منظور نقدي وتاريخي لموضعته في سياق التطور التكنولوجي وعلاقته بأنظمة الهيمنة والسيطرة العالمية. وأشار إلى ضرورة التفكير في حدود وأطر استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان عدم تحوله إلى أداة لإعادة إنتاج الهيمنة والظلم والقهر.

استعرضت مؤلفة الورقة هديل أيوب المحاور الأساسية لمسودة الورقة، مقدمةً تعريفاً للذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة، وأتبعت ذلك بتتبع تاريخي لتطور ما بات يعرف اليوم بالذكاء الاصطناعي، وربطت بين هذا التطور وسياق الإنتاج الصناعي والرأسمالية، بما في ذلك الدوافع العسكرية وراء تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي نراه اليوم. كما أوضحت التصنيفات المختلفة للذكاء الاصطناعي، مشيرةً إلى الفرق بين الذكاء الاصطناعي الرمزي والشبكي (التواصلي) وتأثير السياق الرأسمالي على عملية تطويرها.

ثم انتقلت إلى الإشارة إلى الابعاد الأخلاقية لتصميم هذه التقنيات، وإلى مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ومنها ظاهرة "الهلوسة"، حيث تقوم الآلة بمصادر ومعطيات غير حقيقية. وتطرقت إلى العمالة المستترة في دول الجنوب ودورها في تدريب النماذج الذكية، والسرقات الفكرية التي تقوم بها هذه النماذج. كما تطرقت إلى الآثار البيئية الناجمة عن الاستهلاك المفرط للطاقة الضروري لتبريد مراكز البيانات. كما نوهت الباحثة إلى الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، مستشهدةً بما يحدث في حرب الإبادة الجماعية في غزة.

اختتمت أيوب عرضها بالتأكيد على أهمية تشكيل مجموعة عمل عابرة للتخصصات بهدف تطوير فهم شمولي ونقدي للذكاء الاصطناعي، ووضع تصورات بديلة تضمن توظيفه بما يخدم الإنسان وكرامته.

تلا العرض نقاش شارك فيه الحضور، تطرق إلى جملة من القضايا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بدءاً من أهمية تحديد مفهومه وحدود استخدامه، مروراً بالتساؤل حول الفرق بين التعلم والتدريب في تطوير النماذج الذكية وأثر ذلك على مخرجاتها، ووصولاً إلى انعكاس دخول الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية وتأثيره المباشر على سوق العمل ومستقبل الوظائف، إلى جانب تأثيره على المنظومة التعليمية، والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. كما ناقش المشاركون إمكانية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الشعوب المستعمرة بدلاً من تكريس أنظمة الهيمنة، مؤكدين على أهمية تعزيز الوعي الرقمي لدى الأفراد وتطوير مهاراتهم في التعامل مع هذه التقنيات، مع التحذير من مخاطر المعلومات المضللة والترجمات غير الدقيقة التي قد تنتجها الآلات الذكية. وفي ختام النقاش، أجمع المشاركون على ضرورة استمرار الحوارات التشاركية وتطوير أدوات بحثية وأكاديمية توفر فهماً نقدياً ومعمقاً لهذه التقنية، بما يضمن توظيفها في خدمة الإنسان وحقوقه، بعيداَ عن تعزيز أنظمة الاستغلال والسيطرة.

Attachments: