شكلت جائحة كوفيد–19 عدسة مكبرة لفشل النظام النيوليبرالي، حيث شعر الكثيرون من عامة الناس إبان الجائحة أن أمامهم خياران: الموت بسبب المرض، أو الموت بسبب الجوع. ولم يناقش أحد بشكل جدي إمكانية استخدام الموارد المالية المتراكمة لدى قلة من الناس (يملك ستة وعشرون شخصاً منهم نصف ثروة الكوكب) لتمكين العمال، وصغار التجار، ومقدمي الخدمات، والذين يعتاشون من العمل بالقطعة، وغيرهم، من أجل تجنّب الوباء. بل ربما يعتبر من يضع سؤالاً من هذا القبيل متطرفاً.

لقد اختنق الناس في الفضاء الرحب للعولمة النيوليبرالية، اختنقوا وهم موعودون بالإبداع، والتمكين، والفرص، والتميّز. فقد اتضح أن هذه الوعود تخفي وراءها وعداً بأخذ النيوليبرالية إلى قمَّتها الفاشية.