You are here

عن المعجم الموسوعي

Primary tabs

آب/أغسطس 2021

"أبجديات تحررية فلسطينية" قاموس للمفاهيم، وللكلمات التي تعبر عنها، في سياق مناقشة القضية الفلسطينية. والغرض: التوجه إلى جذور المشكلة، وتشخيصها، وتوفير الأدوات الضرورية لصوغ طرق النضال الضروري. يسعى القاموس إلى المساهمة في تفحص أدوات التفكير في القضية الفلسطينية لضمان نهج تقدمي يعيد إلقاء الضوء على القضايا المبدئية، التي طغت عليها وموهتها لغة المناورات السياسية. إنه محاولة لإحياء النقاش المفاهيمي الجذري حول التحرر والعدالة والحرية، وإعادة هذا النقاش إلى الحيز الفلسطيني العام.

لقد تراجع المشروع التحرري، وبالتوازي تراجع التنظير له. هذا التراجع يتسق مع سمة حقبة العولمة النيوليبرالية عالميا، إلا أن له أثراً مضاعفاً في فلسطين. لقد مرّ المشروع الوطني بتحولات عدة، من بينها التراجع التدريجي للتضامن الأممي والنضال ضد الاستعمار والإمبريالية، وصولاً إلى مرحلة أوسلو، حين أصبح المشروع السياسي بعيداً عن المشروع التحرري، بما في ذلك التحرر الوطني.

أعيد تشكيل الحقل السياسي بفصله عن القضايا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، وبتحييد أو تفكيك المنظمات القاعدية والنقابية والحركات الاجتماعية والأحزاب. وصار العزوف السياسي والاغتراب عند الشباب ظاهرة، وباتت الفردانية سمة اجتماعية طاغية، وبرزت الهويات الضيقة، وأصبح الإقصاء سمة بارزة. ازداد الحقل السياسي نخبويةً وإقصاءً للفئات الشعبية. وبموازاة ذلك أعيدت مَوضعة القضية الفلسطينية بإخراجها من سياقها الأممي والنضال ضد الاستعمار والإمبريالية، وإغراقها بخصوصيات تفصلها عن نضال الشعوب المقهورة والطبقات المستغَلّة في العالم، كما عُزِلت عن السياق الشعبي العربي.

هذه الأزمة جذرية وشاملة وبنيوية، وليست حدثاً طارئاً على المشروع السياسي الحالي، لذا فمعالجتها تحتاج إلى طرح أسئلة وإجابات جذرية. والخروج من هذه الأزمة لا يتم من خلال حلول تقنية، ولا بد من التأسيس الثقافي والنظري للمشروع الوطني المقبل: ثمة حاجة لإبستمولوجيا تحررية، تشكل أرضية لتحديد ماهية واتجاهات المشروع التحرري، ولمواجهة التيارات الشعبوية والتكفيرية واليمينية الرجعية بأطيافها.

معجم "أبجديات تحررية فلسطينية" يستهدف الباحثين والنشطاء الشباب المنهمكين في السؤال التحرري. يسعى هذا القاموس إلى نقاش المفاهيم التي هي أداوت ضرورية لتكوين موقف مستند إلى نظرة واسعة إلى العالم لا تتحوصل في الذات الفلسطينية. غير أنه ليس فاقدا للبوصلة التحررية، في مناخ النزعات الفردانية والسلعية التي لا ترى العالم إلا من خلال منجزات تقاس بقيمة مادية واحدة. إنه يسعى إلى مرافقة الانتقال إلى مرحلة جديدة من النضال الوطني نحو مشروع تحرري جديد، يعبر عن كنه تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والعدالة وتقرير المصير.

"أبجديات تحررية فلسطينية" سيتكون من مجموعة مواد ذات طابع موسوعي. كل مادة تتناول مفهوماً، أو مجموعة مفاهيم، تسعى إلى طرح تعريف فلسفي لها، وتأثيلها (etymology) مع التركيز على السياق النضالي الفلسطيني لنشأة واستخدام وعلاقات كل مفهوم، ويشمل ذلك نقد مكانة المفهوم في المشروع التحرري تاريخياً، وبصيغته الحالية، وطرح تصور مستقبلي.

يمر إعداد هذه المادة بعدة مراحل: تُكتب مسودة أولية؛ ثم تناقَش بشكل جماعي فيما بين الزملاء المشرفين، وأيضاً من قبل باحثين من الجيل الشاب؛ ثم تصاغ بشكل نهائي. تنشر هذه المواد تباعاً على شكل سلسلة، لتشكل مرجعا متاحا إلكترونيا يتم توسيع محتواه باستمرار. وتتم مراجعة وتحديث المواد كلما وجد مؤلفوها ضرورة لذلك، أو كلما وجدت لجنة التحرير أن هناك تصورات جديدة، من الضروري إدماجها في المعجم. وعلى المدى المتوسط، يُؤمل لـ"أبجديات تحررية فلسطينية" أن يصبح مرجعا أساسيا للباحثين في الشأن الفلسطيني.

يمكن في الصفحة الخاصة بـ"أبجديات تحررية فلسطينية"، على موقع معهد مواطن على الشبكة العنكبوتية، استعراض عناوين المواد، والبحث عبر الكلمات المفتاحية، وعبر خاصية البحث في النص، وعن طريق البحث عن المؤلفين. ويمكن الرجوع إلى النسخ الأقدم من المواد في حال تحديثها.

ويزمع معهد مواطن لاحقاً توفير المواد على هيئة مجلدات مطبوعة مع فهرس يحدَّث مع كل مجلد جديد.

يجدر التنويه إلى أن المرحلة التأسيسية لـ"أبجديات تحررية فلسطينية" (المواد الاثنتي عشرة الأولى) استفادت من الدعم المؤسسي الذي قدمته مؤسسة المجتمع المفتوح (Open Society Foundations) لمعهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت. ويعبر محتوى "أبجديات" عن رأي مؤلفيه، وليس بالضرورة عن رأي المؤسسة الداعمة، أو رأي معهد مواطن.