هذا الكتاب هو محاولة متواضعة لإثارة (الوعي العقائدي) الذي يُعتبر بمثابة الأساس لكل أنواع الوعي الأخرى: سياسية كانت أو إجتماعية أو تاريخية، ولا يخفى أن هذا الوعي هو العنصر الرئيسي المحرّك للتاريخ والرائد الأول للتغيير الإجتماعي المطلوب. وعليه يدعو الكتاب إلى ضرورة التغيير والتجديد من داخل الإطار وعدم إنتظار حدوثه من الخارج، وتحت ضغوط التطور ومقاطع الصراع الحضاري، التي قد لا تكون مناسبة وملائمة في معظم الأحيان. وهذا يعني أننا يجب أن نجدد آلياتنا ووسائلنا قبل أن تضطر مرغمين على التجديد بآليات وأساليب الآخرين، أو المخاطرة بإنفضاض الجماهير عن المشروع الإسلامي، بل عن الدين عموماً والإرتماء في أحضان العقائد والأفكار الأخرى المنافية للدين والقيم الدينية. ومن هذا المنطلق جاء هذا الكتاب لملامسة الحشرجات التاريخية والعقائدية، ومقاربة القاسم المشترك الموجود بين الطائفتين المسلمتين وتجلية خيوطه المتينة التي أضعف حياكتها تجار السياسة من جانب، والعقل المتطرف للبعض من جانب آخر.