الصحافة الفلسطينية بين الماضي والحاضر
تتعرض المداخلات والاولراق النقدية التي يتضمنها هذا الكتاب لبعض جوانب التجربة الصحفية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتسعى هذه المقالات في الاساس لاستخلاص العبر من الحاضر لغرض البناء في المستقبل.
ان الدور المتوقع ان تقوم به الصحافة في المجتمع الديمقراطي معروف ولا حاجة للاسهاب في الحديث عنه، اذ ان وصفها "بالسلطة الرابعة يفترض دورا محددا لها في المجتمع. فمن ناحية، يمكن للصحافة المستقلة ان تقوم بدور الرقيب واناقد للسلطة المنتخبة وللحكومة واجهزتها ودوائرها، ولكيفية تنفيذها لسيايتها المعلنة في شتى المضامين. ومن ثم تسهم الصحافة في المحاسبة والمساءلة اللتين تشكلان عنصرين اساسيين في أي مجتمع يطمج لآن يكون ديمقراطيا.
من ناحية اخرى، وفي مضمون مجتمع ديمقراطي يسمح بالتعددية الفكرية والسياسية، تعكس الصحافة وبشكل طبيعي هذه التعددية وتوفر متنفسا علنيا وشرعيا لها وتمنح التيارات الفكرية والسياسية المختلفة فرصة للتأثير على الرأي العام، وللدعوة الى برامج عملها الخاصة.
غير ان الدور الفعلي للصحافة في المجتمع لا يتطابق دائما مع الدور المرجو لها، اما بسبب رقابة خارجية قد تفرض عليها، او بسبب رقابة داخلية تفرضها هي على نفسها، او بسبب اعتمادها على مصادر تمويل تسعى لأن تؤثر في الرأي العام بشكل او بآخر.