انطلقت فعاليات مؤتمر معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان - جامعة بيرزيت، عصر اليوم الجمعة الخامس والعشرين من أيلول 2020، في دورته السادسة والعشرين، تحت عنوان "متى تعود الابتسامة إلى عالمنا؟"، عبر صفحة معهد مواطن على اليوتيوب، وذلك بمشاركة العديد من الباحثين والأكاديميين من أنحاء العالم.
أُفتتح المؤتمر رئيس جامعة بيرزيت الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة، الذي رحب بالحضور وأشاد بتضامن المشاركين من خارج فلسطين. وشدد على أهمية المؤتمر الذي يناقش قضايا تحاكي الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، ويجدد الثقة في قدرة العلم على مجابهة المشاكل. كما أشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه معهد مواطن في طرح القضايا الفكرية والهموم المحلية والعربية والعالمية للنقاش العام. وتطرق إلى تأثير أزمة جائحة كورونا على كافة القطاعات، وعلى التعليم العالي بشكل خاص.
أما في الكلمة الافتتاحية لمدير معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان، الدكتور مضر قسيس، والتي بدأها بالترحيب بالمشاركين والحضور، فقد أشار إلى أن موضوع الثقة في مستقبل مع ابتسامة هو تعبير عن ثقتنا في التحرر من نير الاستعمار وتغلبنا على الجائحة. وعرض قسيس لتصوره عن الشروط الضرورية لتحقيق هذه الطموحات، وتشمل، بين أمور أخرى، أهمية التضامن بين الشعوب وبناء تحالفات على أساس المصالح المشتركة، وليس على أساس الهويات، وضرورة النقد العملي بحيث لا يكون النقد في جوهره توزيع مهام على الآخرين، والتخلي عن أي تفاوض وفق شروط القوى المهيمنة. كما حذر في كلمته من أن النخبة الصغيرة المستفيدة من الوضع الراهن في العالم ستدافع عن بقائها وهيمنتها بشراسة وصولاً إلى عالم فاشي، وأن علينا واجب مجابهتها.
وألقى المؤرخ الهندي فيجاي براشاد، مدير معهد ترايكونتيننتل للبحوث الاجتماعية وأحد مؤسسي "الأممية التقدمية"، كلمة مفتاحية بعنوان "أجندة لدول الجنوب بعد الجائحة"، تناول فيها اقتصاد دول الجنوب بعد الجائحة، والحاجة إلى معالجة الوباء العالمي وتوسيع التضامن الطبي من خلال وضع حلول للاستخدام الأمثل لمواردها الثمينة، من أجل تعزيز التعليم والتدريب الطبي العام، وإنشاء المشاع الفكري وإلغاء الديون، إضافة إلى سن ضوابط تكبح تغول رأس المال.
في الجلسة الأولى بعنوان "تجليات المأزق في العالم العربي" تحدثت الأستاذة التونسية في جامعة باريس دوفين، الدكتورة هالة يوسفي، حول "السيادة الوطنية للدول العربية: أهي طوباوية؟". وناقشت في ورقتها الثورات العربية ومطالبها التي لم تتحقق بشكل فعلي على أرض الواقع، والشعوب التي ما زالت تناضل من أجل إيجاد حلول اجتماعية وسياسية واقتصادية. كما أشارت إلى عودة السيادة الوطنية للأجندة السياسية للدول العربية، وإمكانية أن تظل الدولة موضوعاً للتحليل في منطقة تعاني من الحروب والتحولات النيوليبرالية.
أما الكاتبة والباحثة دلال البزري من لبنان، فقد تطرقت في ورقتها بعنوان "الإمبريالية غير التقليدية تحتاج إلى يسار غير تقليدي" إلى ضعف الإمبريالية التقليدية نتيجة صراعات قواها المختلفة، وأشارت إلى أن الوباء عرّى النظام الذي كان يتسم بالريادية. وأشارت الدكتورة البزري إلى انضواء بعض اليساريين تحت مظلة الأصولية الشيعية فيما يتعلق بأولوية العداء للإمبريالية التقليدية والصهيونية، مما أدى إلى تخليهم عن الأوجه الاجتماعية والسياسية ليساريتهم. وتساءلت البزري عن طبيعة اليسار القادر على مواجهة الإمبرياليات التي تزاوج الأنماط التقليدية والجديدة.
يشار إلى أن أعمال مؤتمر مواطن السنوي ستستمر على مدى اليومين القادمين، السبت والأحد، 26-27 أيلول، لاستكمال فعالياته وطرح قضايا متعلقة بمشاكل الحاضر وآفاق المستقبل على الصعيدين العالمي والعربي.