اختُتمت أعمال مؤتمر "الأنظمة السجنية العالمية: العنف والمقاومة وتكنولوجيا الاعتقال"، الذي عقد في الفترة 28-30 أيار/مايو 2021 عبر الفضاء الإلكتروني، وتعاون في تنظيمه مركز أورفاليا للدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا (UCSB) في الولايات المتحدة، ومعهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت.
شارك في المؤتمر أساتذة وباحثون وخبراء وناشطون من مختلف أنحاء العالم، ناقشوا فيه مواضيع عديدة متعلقة بتجارب الاعتقال العالمية، وسياسات السجون والضبط، ووسائل المقاومة خلف القضبان. كما وتطرق المشاركون في المؤتمر إلى العنف والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلين حول العالم، وإلى الأبعاد الجندرية، والعرقية، والجنسانية والاجتماعية للأنظمة السجنيّة عالمياً.
افتتح المؤتمر كل من الدكتور مضر قسيس مدير معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت، والدكتور بول أمار مدير مركز أورفالیا للدراسات العالمية والدولية، والدكتورة ليزا حجّار أستاذة علم الاجتماع في جامعة كالیفورنیا - سانتا باربارا.
الكلمة المفتاحية للمؤتمر كانت لمحمدو ولد صلاحي بعنوان: "غوانتنامو من الداخل والخارج: قصة رجل مع العنف، النجاة والكتابة كوسيلة للخلاص"، الذي أرّخ محنته في مذكراته الأكثر مبيعاً في العالم عن تجربته في داخل سجن غوانتانامو الذي أمضى فيه 15 عاماً، وتحدث خلال مداخلته عن تجربته في الأسر وعن محاولاته للنجاة خلال السنوات الطويلة التي قضاها في سجن غوانتنامو.
بدأت الجلسة الأولى لليوم الأول "المقاومة الخطابية: الكتابة عبر القضبان"، بالمداخلة الأولى التي قدمتها المرشّحة لنيل الدكتوراه كلوديا آلاركان، عن "الطوبوغرافیات الأدبية للذات المقاومة: نظرة على تفكيك الوصمة الاجتماعية"، إذ ركزت في مداخلتها على المراهقين الذين ارتكبوا جرائم قتل والآثار العاطفية لعمليات إعادة إدماجهم في المجتمع. أما المداخلة الثانية لأستاذ الأدب دوران لارسون، بعنوان "شهادة السجن، مقاومة السجن: العمل مع أرشيف كتابة السجون الأمريكي"، تحدث خلالها عن تجربة مشروع أرشيف كتابة السجون الأمريكي وما يمكن أن يخبرنا الأرشيف وتخبرنا كتابات الأسرى عن واقع السجون في الولايات المتحدة.
المداخلة الثالثة قدمتها أستاذة الإعلام في جامعة بيرزيت وداد البرغوثي بعنوان "حكايتي مع أدب الأسرى"، تحدثت خلالها عن تجربتها الخاصة مع أدب السجون وتحريرها ومراجعتها لعدة إنتاجات أدبية من الأسر. أما المداخلة الرابعة بعنوان "الزمن كتراكمات متناقضة"، للشاعر المصري محسن عبد المحسن، تطرق خلالها عن رصد الزمن فيما تسمى غرفة التأديب الانفرادي، وعن مفهوم الزمن وتجربة الكتابة وترابطهما داخل الأسر.
بينما بدأت الجلسة الثانية "مجمّعات السجون الصناعية العالمية"، بمداخلة لبروس ستانلي بعنوان "الأنظمة السجنیّة الحضرية المحصنة: توحيد البنى السجنیّة في الشرق الأوسط"، حلل خلالها البنى السجنيّة في الشرق الأوسط وتبادل الخبرات والتقنيات السجنيّة المستمرة بين عدد من دول الشرق الأوسط. قدم المداخلة الثانية التي كانت بعنوان "قانون منع الأنشطة غیر المشروعة: المعارضة والتجريم والإخضاع في الھند المعاصرة" كل من شالاكا ثاكور ومایتري أفاشات، إذ تحدثتا خلالها عن قانون منع الأنشطة غير المشروعة وعلاقته بانتهاكات حقوق الإنسان والواقع الاعتقالي في الهند.
بينما المداخلة الثالثة "الارتباطات الاستعمارية: العمل الشرطي الأمريكي والخبرة الإسرائيلية"، تحدثت خلالها مايا ويند عن العلاقة ما بين العمل الشرطي الأمريكي وأجهزة المخابرات الإسرائيلية، كما وتطرقت لتبادل الخبرات والتقنيات التي تتم بشكل متواصل ما بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال. أما المداخلة الرابعة لنالیا رودریغیز فكانت بعنوان "السباق ضد الجريمة: انطباعات حول سبل الحد من الجريمة في ھندوراس وغواتیمالا والسلفادور والمكسيك، ما بين الأعوام 2012-2016"، حللت خلالها الانطباعات المختلفة لسبل الحد من الجريمة في عدد من دول أمريكا اللاتينية وعلاقتها بالعرق واللون.
جاءت الجلسة الثالثة في اليوم الثاني للمؤتمر بعنوان "دول ما بعد الاستعمار والموروثات السجنیّة الكولونیالیة"، التي افتتحتها الدكتورة عايدة سيف الدولة بمداخلة عن "السجون في مصر: عقوبات وانتهاكات مستمرة". تحدثت الدكتورة عايدة سيف الدولة عن واقع السجون، القمع والتعذيب في مصر وقدمت بعض الشهادات من أسرى حاليين وسابقين في السجون المصرية. كانت المداخلة الأولى في الجلسة الثالثة بعنوان "حبس الشباب: المؤسسات العقابية ودورها في تشكيل طبقة الكاناك الدنیا"، التي قدمها مارتینو میسیلي، والذي تحدث فيها عن طرق تشكيل وإعادة تشكيل طبقة الكاناك كطبقة خطرة يلزم ضبطها ومراقبتها بشكل دائم في كاليدونيا الجديدة.
المداخلة الثانية قدّمتاها كیلي موس وكریستي وارین وجاءت بعنوان "مقاومة الاعتقال في غیانا: مخلفات دولة استعمارية"، إذ تطرقتا إلى واقع السجون في غيانا ووسائل المقاومة التي يتخذها الأسرى والاختلافات، أو عدمها، عند المقارنة ما بين واقع السجون الاستعمارية في غيانا والحاضر. أما المداخلة الثالثة فقد كانت للأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلية وليد دقّة بعنوان "السيطرة بالزمن"، إذ وصلت هذه المساهمة من سجن جلبوع، وحاول من خلالها الأسير دقّة التركيز على الزمن بوصفه أداة تحكم وسيطرة بِيَد الاحتلال الإسرائيلي. والمداخلة الرابعة كانت لجابر بكر بعنوان "الغولاك السوري: تاريخ السجون السورية 1970-2020"، شرح خلالها واقع السجون السوري، وتحدث عن أهم السجون ومراكز التوقيف التي تم استخدامها سابقاً أو تستخدم حالياً في سوريا.
"الإدارة السجنّیة والمقاومة" هو عنوان الجلسة الرابعة للمؤتمر، وافتتحتها كل من لوسیا براكو، وآنا سوفیا كارانزا، وأدریانا ھیلدینبراند، وفالیریا لیندلي في ورقة بعنوان "مقاومة كوفيد- 19ومركزة أصوات السجناء: تحليل رسائل النساء اللواتي يقبعن في سجون ليما، البيرو"، إذ تطرقن لواقع السجون في مدينة ليما في البيرو خاصة مع التغييرات التي حصلت خلال جائحة كورونا، وذلك من خلال تحليل رسائل لنساء أسيرات كُتبت داخل الأسر. جاءت المداخلة الثانية بعنوان "أسرى الحرب: المقاومة والتجريد من الإنسانية في نزاع ناغورنو-كاراباخ 2020"، تحدث خلالها كل من جورجن تاديفوسيان، وليليان أفيديان عن تصنيف أسرى الحرب وتجارب الأسرى الذين تم اعتقالهم خلال نزاع ناغورنو-كاراباخ.
أما المداخلة الثالثة فكانت بعنوان "السجون المتعددة: تأملات من الحبس"، تطرقت خلالها كارلا فارغاس إلى واقع السجون في المكسيك وعلاقتها بالحرب التي تقوم بها الدولة على المخدرات وتجارها. وجاءت المداخلة الرابعة في هذه الجلسة بعنوان "الرقابة الالكترونية: من الاعتقال الجسدي الجماعي إلى الاعتقال الرقمي الجماعي"، وتحدثت خلالها بيرلا أريانا أليجري عن التوجه في بعض الدول الأوروبية نحو الاعتقال الرقمي كبديل للاعتقال الجسدي وعن تداعيات هذا التحول.
وافتتحت كورینا جیاكومیلو اليوم الثالث والأخير للمؤتمر بمداخلة بعنوان "النساء والأطفال والسجن: الأبعاد الجندریة للسجون في أمريكا اللاتينية"، تحدثت خلالها عن أنظمة الاعتقال في أمريكا اللاتينية، وركزت على آثار السجن والاعتقال على الأطفال وأسرهم في المكسيك. وكانت الجلسة الأولى في اليوم الأخير للمؤتمر بعنوان "عواقب الحالة الاعتقالیة في الحیاة الیومیة"، وفي المداخلة الأولى تحدثت صوفي لاشابیل في مداخلتها "الشعور بالخطر؟ إخضاع المعرفة العاطفية والعنف الحسي المتمثل بالخطر في حیاة المعتقلين السابقين في مدینة كینجستون، كندا"، عن مفهوم الخطر وعلاقته بحياة المعتقلين السابقين في ولاية أونتاريو في كندا. أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان "أبدية السجن: احتجاز ما بعد الموت في فلسطين"، تحدثت خلالها ستیفاني لاتیه عبد الله عن مقابر الأرقام الإسرائيلية وعلاقتها بمفهوم الأسر والاعتقال في الواقع الفلسطيني. أما المداخلة الثالثة للأسير المحرر حسن فطافطة فجاءت بعنوان "التأثيرات النفسية والاجتماعية لاعتقال الأب على أبنائه"، تحدث فيها عن الأبعاد النفسية والاجتماعية لاعتقال الأب على أبنائه في الواقع الفلسطيني، من خلال تجربته الملموسة في الأسر وعمله البحثي المستمر.
أما الجلسة السادسة والأخيرة للمؤتمر فكانت بعنوان "العرق، النوع الاجتماعي والجنسانیة". جاءت المداخلة الأولى بعنوان "في إطار العلائقیة العابرة للقوميات: جندریة الدولة في المراقبة والاحتجاز والحبس"، تحدثت فيها كارول فضة عن سياسات الولايات المتحدة في اعتقال النشطاء العرب والمسلمين وارتباط هذه السياسات بما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب." وقدمت المداخلة الثانية أليسيا ألونسو التي كانت بعنوان "الأنظمة العقابية في سجون النساء كوسيلة إخضاع للسلطة الأبوية"، إذ تحدثت خلالها عن النظم العقابية المتخذة في سجون النساء ودورها في محاولة تكريس السلطة الأبوية. أما المداخلة الأخيرة في المؤتمر فجاءت بعنوان "مخاوف ما بعد الاعتقال: منظور نقدي لسياسات إعادة الإدماج بناء على تجارب السجينات المتحولات جنسياً في مدینة مكسيكو"، حللت خلالها كلوي كونستانت الواقع الاجتماعي والاقتصادي للسجينات المتحولات جنسياً في مدينة مكسيكو بعد الافراج عنهم، وتطرقت إلى المخاوف التي تمتلكها الأسيرات بعد الافراج عنهم.