دور الجمعيات التعاونية في خلق فرص عمل لخريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني

تتناول الدراسة بطالة الشباب في الأراضي الفلسطينية والذين يدخلون سوق العمل لأول مرة، وغالباً ما تكون هذه البطالة من خريجي مؤسسات التعليم العالي ودور التعاونيات في خلق فرص عمل لخريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني، كونها تتميز بدورها الهام في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تهدف الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تلعبه التعاونيات في المجتمع الفلسطيني في الحد من مشكلة البطالة وخلق فرص عمل للخريجين، إضافة إلى تقديم مجموعة من المقترحات لصانعي القرار تساعد على تطبيق سياسات للحد من البطالة. وقد جاءت النتائج متوافقة مع فرضيات البحث أن التعاونيات بمتغيراتها (عدد أعضاء الجمعيات التعاونية، وحجم التمويل) تلعب دوراً في التخفيف من معدل البطالة في المجتمع الفلسطيني، وأظهرت النماذج أن عدد أعضاء التعاونيات كان له التأثير الأكبر على معدل البطالة، كلما انضم الشباب إلى التعاونيات أصبحت أمامهم فرص للتوظيف أكثر ويعتبرون أنفسهم خارج دائرة البطالة. خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات لأطراف متعددة في المجتمع؛ أولاً: توصيات للحكومة؛ تحديد استراتيجية واضحة للحد من مشكلة البطالة وآليات تنفيذها ووضع جدول زمني لتنفيذها، تعزيز السياسات الحكومية في منع استيراد المنتجات الإسرائيلية والتي من شأنها تعزيز المنتج الفلسطيني خاصة الزراعي، مساعدة التعاونيات في حملاتها التسويقية لمنتجاتها في الأسواق الفلسطينية، تقديم الدعم المالي للتعاونيات مثل شراء الآليات والمعدات أو توفير مخازن حفظ المنتجات، تقديم الدعم الفني والاستشارات للتعاونيات والتي تتعلق بإدارتها للمشاريع الإنتاجية وتنفيذها، توفير التسهيلات الائتمانية بأسعار مخفضة ولفترات تتناسب مع قدرة التعاونيات على السداد، والإسراع في إصدار قوانين تعاون جديدة وموحدة بين الضفة وغزة. ثانياً: توصيات للخريجين؛ العمل على الانضمام للتعاونيات، التفكير في إنشاء تعاونيات برؤية جديدة. ثالثاً: توصيات للمؤسسات الأكاديمية؛ تشجيع الأبحاث العلمية والدراسات بشأن تنمية التعاونيات والنهوض بها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، ضرورة العمل مع التعاونيات، إعداد برامج ومشاريع لخدمة الخريجين بالتعاون مع الجمعيات التعاونية.