التقرير السنوي للسنة الأكاديمية 2017/2018

Primary tabs

التقرير السنوي للسنة الأكاديمية 2017/2018

2018

خلفية

تشكل معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان كوحدة رئيسية في جامعة بيرزيت في العام 2016 نتيجة انتقال مواطن، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية التي تأسست في العام 1991 في رام الله، إلى الجامعة، وانتقال برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي تأسس في كلية الدراسات العليا في الجامعة عام 1999، ونشاطات أخرى مرتبطة به إلى المعهد المستحدث.

التوجهات

يسعى المعهد إلى أن يكون مركزاً معرفياً تفاعلياً يعمل على الدمج بين الأبعاد النظرية والتطبيقية، والتواصل مع قضايا وتحديات المجتمع، ويشكل منصة للمهتمين بالفكر والممارسة المرتبطتين بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإشكالاتها ويعمل، من خلال برامجه ونشاطاته المختلفة، على تعزيز الاتجاهات متداخلة الحقول في البحث والتدريس وفي مقاربة الواقع. كما يعتقد المعهد بأهمية تكامل برامجه ونشاطاته المختلفة، ولهذا الغرض يعمل على التواصل مع مكونات الجامعة المختلفة، وعلى إدماج طلبة الدراسات العليا في النشاطات البحثية، وعلى رفد العملية التدريسية بالمخرجات البحثية، وعلى تمكين الطلبة والباحثين من الاستفادة من شبكة علاقات المعهد مع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية، ومن التواصل والتعاون مع الباحثين الزائرين في المعهد.

ويأمل المعهد أن يسهم، من خلال مكوناته وتوجهاته، في سد بعض الثغرات البحثية في حياة المجتمع الفلسطيني خاصة تلك المتعلقة ببنى الهيمنة والضبط الناجمة عن تراكم القمع وغياب الحرية لفترات طويلة نتيجة الحالة الاستعمارية في فلسطين. ويأمل كذلك أن يسهم في عملية البناء الوطني التحرري من خلال مقاربات تعنى بتفكيك الاستعمار والهيمنة.

الأهداف

يهدف معهد مواطن إلى التعريف بأنماط الأنظمة الديمقراطية وبحقوق الإنسان وبعناصرهما ومكوناتهما، وركائزهما، ومقوماتهما، ويسعى إلى الإسهام في تعزيز المعرفة النقدية المتعلقة بالديمقراطية وبحقوق الإنسان، والإسهام في الحوارات العالمية والمحلية حولهما ومن ضمنها الحوارات الدائرة في دول الجنوب، وحول سبل تطويرهما لكي تكونان أدوات لحماية وتعزيز الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتمكين المجتمع البشري من الإبداع، ومن العيش بحرية وسلام.

ويولي المعهد اهتماما كبيرا بشحذ الطاقات الهادفة إلى تطوير مقومات النظام السياسي لكي يكون رافعة لتحقيق إرادة وكرامة الشعوب، وبشكل خاص الشعب الفلسطيني.

ويعمل المعهد على تحقيق أهدافه عن طريق التعليم، وإجراء الدراسات والأبحاث، وعقد الندوات وورشات العمل، وإصدار المنشورات التعليمية والكتب والكراسات، وعقد المؤتمرات والدورات التدريبية، والتواصل والتشبيك مع المؤسسات المجتمعية الوطنية والعربية والعالمية، خاصة الأكاديمية منها، وأية سبل أخرى لنشر المعرفة، والتثقيف، وتقديم المساندة العلمية للتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي من شأنها رفع مكانة الإنسان وصون كرامته، وحماية حريته، وتحقيق المساواة، وإحقاق الحق، والوصول إلى العدالة.

معهد مواطن في العام الأكاديمي 2017/2018

شكلت السنة الأكاديمية المنصرمة فعليا السنة التأسيسية الثانية للمعهد وسنة تعزيز هوية المعهد في حلته الجديدة، وقد انقسم العمل فيها إلى محورين: المحور الأول تعلق بتصميم المعهد وبنيته، وبرامجه، وتحديد توجهاته، وروح العمل فيه، بما في ذلك ترسيخ ومأسسة ورفع جودة النشاطات القائمة وتوطينها في المعهد؛ فيما تعلق المحور الثاني بتطوير وإنجاز النشاطات. أدناه عرض للمحورين والإنجازات والإخفاقات المتعلقة بهما وآفاقهما المستقبلية.

المحور الأول: التصميم والبرمجة والترسيخ والمأسسة والتوطين

انصبت الجهود خلال السنة المنصرمة على مأسسة التوجهات ذات العلاقة بهوية المعهد، ورسالته، وبرامجه، نشاطاته، واستدامته. وبطبيعة الحال كانت هناك محاولات للعمل على انعكاس التوجهات في كل "أقسام" المعهد: التدريس؛ والبحث؛ والتواصل مع الجمهور؛ ومركز المعلومات

في مجال التدريس انصب العمل على الجودة، وعلى الاستدامة الصحية للبرنامج، فتم نقاش المنهاج، وعملية التدريس، وطبيعة الطلاب، وسبل توسيع مجموعة الطلاب المهتمين بالبرنامج، وتنويع النشاطات، وتعزيز الموارد العلمية، وزيادة الأستاذة المنخرطين في البرنامج، وتعزيز التشبيك مع مؤسسات أكاديمية أخرى، ومع المجتمع المحلي.

في مجال الأبحاث، انصب العمل على تنفيذ مشروع بحثي قائم، وتطوير مشاريع بحثية جديدة، ومحاولة إيجاد شراكات في مجال الأبحاث، وطرق اتجاهات بحثية تشاركية مع مؤسسات أخرى.

وفي مجال التعليم المستمر، عمل المعهد على تحقيق خططه بتطوير متواضع لبرنامج التدريب النقابي، وإعداد الأرضية لتطوير البرنامج المتعلق بالتعاونيات، وعلى الاستمرار في الدمج بين البرنامج الأكاديمي، ونشاطات التعليم المستمر.

وفي مجال الاتصال، جرى العمل على تنفيذ الخطط القائمة وتطويرها وتطوير خطط جديدة.

وفيما يتعلق بمستودعات المعلومات جرى العمل على إنجاز ما تمت المباشرة به، والتحضير للعمل على استكمال مكونات أخرى متعلقة بالمواد المسموعة المرئية، ومختبر المصادر، وغير ذلك.

وفي مجال إنتاج وتعميم المعلومات، جرى العمل على تحقيق الخطة القائمة.

وعلى المستوى الفيزيائي تم انتقال مكاتب المعهد إلى المقر الذي خصصته الجامعة للمعهد، وتم استكمال تجهيز المقر الجديد خلال السنة.

المحور الثاني: انجاز النشاطات والمشاريع

التدريس

على صعيد التدريس قام برنامج الماجستير بمراجعة خططه التدريسية وقدم اقتراحات للمجلس الأكاديمي باستحداث مساق يشجع الطلاب على المشاركة في نشاطات علمية من اختيارهم، وإجراء تعديل على المتطلبات بإضافة مكون عملي، ووصف بعضا من المساقات. وتم إعطاء منح لثلاث طلاب من البرنامج، كما تم استقبال ثلاث طالبات من البرنامج المشترك للفصل الثاني (في حين منعت الطالبة الرابعة من الدخول إلى البلاد)، وتم إيفاد طالبتين إلى برنامج صيفي في هنغاريا، كما تم إيفاد طالبة ضمن برنامج التبادل إلى الجامعة اليسوعية في بيروت. كما استضاف المعهد أستاذا من جامعة بريتوريا (جنوب أفريقيا)، وساهم بواسطة المعهد عدد من الأشخاص في التدريس في برنامج الماجستير العربي في الديمقراطية وحقوق الإنسان في مقره في بيروت، وفي الإشراف على رسائل طلاب البرنامج، وفي التدريس في البرنامج الأفريقي في بريتوريا.  كما تم عقد لقاء مع ممثل لجمعية العلوم السياسية الأمريكية (APSA) وجاري النقاش حول مساهمة الجمعية في دعم أحد مساقات الساعة التي يطرحها البرنامج. وقام أحد الأساتذة بزيارة إلى جامعة مالطا وإلقاء محاضرات فهيا ضمن برنامج تبادل.

وعلى صعيد آخر استقبل المعهد أستاذة زائرة على منحة فولبرايت قامت بتدريس مساق ساعة.

البحث

أما على صعيد البحث، فالمشروع الأكبر هذه السنة ما زال مشروع الأطر الناظمة للحياة اليومية للفلسطينيين، وبدأ العمل على مشروع حول الفساد السياسي بالتعاون مع مؤسسة أمان، وما زال المعهد يطمح إلى تطوير مشروع حول تقرير المصير، ويخطط لمشروع حول الشباب يتابع من خلاله جهود بحثية سابقة. وقد انضم المعهد إلى مشروع إقليمي حول موضوع الشباب، وستعقد أولى الاجتماعات في منتصف أيلول لمواءمة مقاربات الشركاء المختلفين، ليتم البدء في تنفيذ المشروع بعد ذلك. كما تم تطوير مقترح أولي بالشراكة مع جامعة وندسور حول الثقة المؤسسية والكرامة، وسيتم البناء عليه في المستقبل. وفي سياق آخر قرر المعهد المساهمة في الجهود الرامية إلى إعداد تقرير حول الأطفال المحرومين من الحرية حول العالم، والذي كُلف مانفريد نوفاك (النمسا) بإعداده من قبل الأمين العام.

كما تم التواصل مع معهد كريس ميكيلسون في النرويج وهو شريك قديم لمؤسسة مواطن، وتم الاتفاق على إعادة تفعيل التعاون العلمي بين المعهدين.

التواصل مع الجمهور

وعلى صعيد التواصل مع الجمهور فقد عقد المعهد والبرنامج ومبادرة كرامة ومعمل الأفكار عددا من النشاطات خلال السنة تراوحت بين مؤتمر مواطن السنوي حول الديمقراطية في الميدان العام الذي لقي اهتماما مجتمعيا كبيرا، والتحضير لمؤتمر العام القادم حول الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمؤتمر الطلابي السنوي لمعمل الأفكار "صنع في فلسطين - فكر عضوي"، وندوة حول ماركس والمستقبل، كما عقدت ندوة بدعوة مشتركة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعنوان "تحديات من قراءة فلسطينية لمفهوم السيادة الحديث عند هوبس وروسو"، ومائدة مستديرة حول "سياسات الجسد"، وعرض لفيلم " الذوات والذوات الأُخرى: صورة لإدوارد سعيد".أما على صعيد التدخل فقد استمر النقاش مع مركز فؤاد نصار حول تطوير برنامج للتدريب النقابي وجرى توسيعه ليشمل خبراء مختلفين. وقد تم عقد اجتماع لفحص النطاق الأفضل لتدخل المعهد في قضايا الصحة (كحق من حقوق الإنسان). كما عُقد اجتماع مع مدراء عدد من منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية للتعريف بالمعهد في حلته الجديدة والنقاش حول سبل التعاون.

مركز المعلومات

أما ما يتعلق بمركز المعلومات فقد استمر العمل على تصنيف وترفيف كتب مكتبة مواطن، وقد انتهى العمل في المقتنيات من الكتب وتبقى العمل على الدوريات. وشارك المعهد ضمن مشاركة الجامعة في معرض الكتاب الدولي، وعرض ما يزيد على مائة عنوان هناك. وتمت خلال السنة متابعة عملة إنتاج صفحة المعهد الإلكترونية، والتي تم التعاقد مع شركة لإنجازها.

وعلى صعيد النشر، سيصدر كتاب يحوي وقائع مؤتمر مواطن الثالث والعشرين قبل نهاية العام وسيكون بالإمكان طباعة أي عدد من النسخ في وقت قصير وبسعر معقول بآلية (print on demand).

كما تم التخطيط لإصدار كتاب حول التعليم العالي يحوي وقائع مؤتمر مواطن الثاني والعشرين خلال العام القادم.

وتم الترتيب لقيام المعهد باستقبال (توظيف) أستاذة ضمن اتفاقية بين الجامعة ومؤسسة DAAD ابتداء من السنة القادمة.

واستضاف المعهد خلال فصل الصيف باحثة زائرة من جامعة إنديانا، بدأت بالتحضير للعمل على مشروع قاعدة بيانات حول القوى الفاعلة في عملية التغيير السياسي، ومن المخطط أن تعود في الصيف القادم.

كما استضاف المعهد الأستاذ علي جردات كمتطوع حيث يوفر له المعهد بيئة بحثية وفق إمكانياته المتاحة، تشمل مكان للبحث، واستخدام المرافق البحثية من مكتبة، وإنترنت، وقواعد معلومات، وما شابه، وذلك من اجل تطوير مشروعه البحثي حول مقاومة السجن، وتشكل الإرادة الجمعية، وأثر السجن على تفكير السجناء، من جهة، ومن أجل تمكين الطلاب والباحثين من التفاعل مع تجربته.

الخطط المستقبلية

يعمل طاقم المعهد بروح الفريق فعلا، ويقوم الزملاء في المعهد، بما في ذلك في برنامج الماجستير، وفي مبادرة كرامة، بالتعاون وبتبادل الأدوار بشكل كفؤ وبروح الزمالة. ويعملون بروح المسؤولية، ويقومون بمهامهم، ويبادرون إلى اقتراح النشاطات والتحسينات، ويسود على تعاملهم مع زملائهم في الوحدات الأخرى ولدى الجهات الأخرى روح المساواة والاحترام والصبغة الإنسانية. وتطغى على قراراتهم روح المسؤولية واحترام الحقوق والواجبات والمهنية. أعتقد أن المعهد نجح حتى هذه اللحظة في تشكيل نواة لموارده البشرية قادرة على بناء المؤسسة.

يستفيد المعهد بشكل كبير من وجوده في بيئة الجامعة حيث المأسسة، والموارد البشرية والمادية، والسمعة الطيبة، وثقة المجتمع الفلسطيني، وآليات العمل والتوظيف المنظمة والمضبوطة، والتي تتمتع بدرجة عالية من الشفافية.

يعمل معهد مواطن على تنظيم وضعة المالي عبر أربع قنوات / سياسات: الأولى، هي وضع برامج قادرة على الاستدامة بالحدود الدنيا من الموارد المالية الخارجية؛ والثانية، هي تحقيق دخل (ولو متواضع) من خلال التعليم المستمر وتقديم الخدمات وما شابه؛ والثالثة، هي العمل على تجنيد أموال للمشاريع عبر التواصل مع المؤسسات المانحة وعبر الشراكات مع مؤسسات أخرى لديها موارد؛ أما الرابعة، فهي ترشيد الموارد وإنجاز البرامج والمشاريع بأقل التكاليف كلما كان ذلك ممكنا.

أما ما يتعلق بالمستقبل، فيبدو أن جهود المعهد غير الصاخبة في البحث عن التمويل، وتوجهاته في بناء شراكات تساهم في استطاب التمويل، بدأت تؤتي ثمارها، وأتصور أن المعهد سوف يبدأ بتلقي أموال المنح تدريجيا ابتداء من السنة الاكاديمية القادمة. وحسب المعطيات المتوفرة الآن، فإن التمويل المنشود سيكون ضمن الأسس والمعايير التي تم السعي إليها، فجزء منه سيكون دعما مؤسسيا، وجزء آخر سيكون لمشاريع يشكل جزءا من خطط المعهد المقرة، كما أن من المتوقع أن يتم العمل على إيجاد تمويل مشترك مع شركاء في العمل. وبغض النظر عن إمكانية التحقق الفعلي للخطة الكامنة في استقطاب نشاطات بحثية تنفذ لصالح مؤسسات أخرى، فإن عدد من المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان أعربت عن توجهها الإيجابي نحو تكليف المعهد بتنفيذ نشاطات بحثية لصالحها، خاصة إذا كان ذلك سوف يساعد طلاب الماجستير على تحسين جودة تعليمهم، ولكن يسود الاعتقاد بأن هذا التوجه سيأخذ قسطا من الوقت ليتحقق فعليا.

في السنة القادمة سيعمل المعهد على متابعة المشاريع والنشاطات القائمة وإنشاء أخرى جديدة مع إعطاء الأولوية لاتجاهات العمل التي لم يتحقق فيها إنجاز كافي خلال هذه السنة مثل النشر وصفحة المعهد والبحث النظري، والسياساتي، والتدريب على المهارات البحثية.

المبادرات المستضافة

مبادرة كرامة

مبادرة وندسور - بيرزيت للكرامة هي شراكة عالمية متعددة المناحي ومتداخلة الحقول بين جامعتي وندسور (كندا) وبيرزيت (فلسطين)، تهدف إلى دراسة وتعزيز الكرامة الإنسانية. وهي حالية مبادرة مستضافة في معهد مواطن.  تستند المبادرة إلى العلاقة العضوية بين الكرامة والإرادة الحرة، وتستقي الإلهام من نداءات الكرامة التي أطلقتها الشعوب، وتلتزم بقيم العمل الأكاديمي المنخرط اجتماعيا، والهادف إلى التغيير. ولذلك فهي تسعى في عملها إلى ترسيخ الإرادة الحرة كهدف، وكقيمة توجه عملها وتحكم إجراءاتها.

تشمل الأهداف الرئيسة للمبادرة على:

-       إنتاج تصورات نظرية ومنهجية تتسم بالإبداع، ومصممة لصون وتعزيز الكرامة؛

-       توفير بيئات وأرضيات عمل موائمة للباحثين، والطلبة، والمشتغلين في الشأن العام، والمجتمع؛

-       بشكل عام، لنقاش وتطوير سبل وأدوات تعزيز الكرامة، مع إيلاء اهتمام خاص بالعالم العربي؛

-       إنجاز دراسات ميدانية وأبحاث إمبيريقية توضح وترسخ أهمية الكرامة كمفهوم تحويلي؛

-       تشجيع صون الكرامة في التعليم كحقل بحث ومنهج تربوي؛

-       تدعيم الشراكات الجامعية - المجتمعية في خدمة الكرامة الإنسانية؛

-       تشجيع النشاطات التعليمية والبحثية المتفاعلة مع الواقع المعاش.

معمل الأفكار

معمل الافكار مشروع طلابي فكري بادر إليه طلاب من جامعة بيرزيت ويتم تنفيذه تحت مظلة مبادرة وندسور- بيرزيت للكرامة، يسعى إلى نقاش قضية "غياب" مشاركة الشباب في صياغة الواقع والمستقبل أو المساهمة الفاعلة في تشكيل وصياغة الحيز العام.

يقوم الطلاب المنخرطون في معمل الأفكار بعقد جلسات عصف ذهني تناقش انتشار حالة العزوف عن الفعل السياسي، بحيث بات من السهل ملاحظة اللامبالاة تجاه قضايا ومشاكل اجتماعية واقتصادية تؤثر على حياة الشباب اليومية وواقعهم ومستقبلهم (مثل: غياب فرص العمل، المحسوبية في الوظائف، التوزيع غير العادل للثروة، تراجع جودة التعليم وارتفاع تكلفته، وغير ذلك). تتمظهر حالة العزوف هذه في تدني نسب الانخراط في الأحزاب (وحتى في الكتل الطلابية)، وتراجع المشاركة السياسية بأشكالها كافة، والشعور العارم بالإحباط، ويقومون بناء على ما يتوصلون إليه في جلسات العصف بصياغة قضايا بحثية، وينغمسون في بحثها ونقاشها وكتابة أوراق حولها. ولهذا الغرض يعقدون لقاءات مع أشخاص ذوي تجارب سياسية، أو آخرين حسب الحاجة وحسب القضايا التي يتم نقاشها. كما ويلجأون إلى استشارة استاذة الجامعة في المواضيع التي يعالجون.

يهدف معمل الأفكار إلى مساندة الشباب في طموحهم إلى المشاركة الفاعلة في تشكيل وصياغة الحيز العام وصياغة مستقبلهم، من خلال إيجاد حلبة لخوض غمار الحوار والجدل حول الحيز العام، وتشكيله وصياغة أفكار حول واقعهم ومستقبلهم. بيئة الحوار الشبابي هذه قائمة على التنوع الفكري والتعددية الثقافية وتعدد أدوات المعرفة. كما ويهدف معمل الأفكار إلى خلق حالة من الوعي للواقع الحقيقي الذي نعيش فيه، بهدف تجاوز أشكال الوعي الزائف وتطوير التفكير النقدي سعياً إلى خلق قيادات شابة قادرة على الخروج إلى الحيز العام والمطالبة بتحقيق آمالها وطموحاتها المستقبلية.

 

شراكات المعهد

يعمل المعهد على تطوير شبكة علاقاته وشراكاته المحلية والعربية والدولية مع مؤسسات زميلة، ومؤسسات مانحة، ومؤسسات محلية تعمل في مجالات تتقاطع مع برامج المعهد (ذلك بالإضافة إلى تعاون المعهد مع وحدات أخرى في جامعة بيرزيت بالطبع(.