تحاول الباحثتان من خلال هذه المقالة، تقييم التجربة النسوية في ميدان العمل التعاوني، في بدايات الانتفاضة الأولى، في الريف الفلسطيني، عبر تقييم تعاونية بيتللو – رام الله، وتعاونية سعير - الخليل، بالرغم من صعوبة التقييم الكامل، بسبب حداثة التجربة، وعدم اكتمال ملامحها واسقاطاتها على البيئة الريفية بشكل عام، وعلى الواقع النسوي بشكل خاص. وتشيران إلى أن هذه التجربة، قد خلقت توجهات جديدة وذات مغزى في حياة المرأة الريفية، وتحمل في أحشائها، آفاقاً جديدة، للحياة النسوية داخل الريف. إذ اكتسبت هذه التجربة أهمية في ظل الانتفاضة، التي خلقت الأسس العملية لتجسيد فكرة العمل التعاوني في الواقع، والذي، من شأنه، الاسهام في خلق مقومات الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على الذات. وتكمن أهمية إنشاء تعاونيات إنتاجية نسائية، في اسهامها في استغلال الفائض الزراعي، وتصنيعه بطريقة محلية، الأمر الذي يقلل من الاعتماد على الإنتاج الإسرائيلي. كانت تشرف النساء على هذه التعاونيات، بكافة عملياتها. والهدف من إقامة هذه التعاونيات، هو إتاحة الإمكانية للمرأة الفلسطينية، للمشاركة في إقامة مشاريع اقتصادية نسائية، من شأنها، المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، من جانب. ومن جانب آخر، المحافظة على التراث الفلسطيني بإنتاج الأطعمة المحفوظة المحلية، إلى جانب أهداف أخرى تتعلق بتحرير وتثقيف المرأة. وقدمت الباحثتان، قراءة سريعة، لنجاحات هذه التعاونيات، فيما يتعلق بدور المرأة في المجتمع الريفي، وتقسيم العمل التقليدي القائم على الجنس. كذلك، الصعوبات التي واجهت التعاونيات مثل التسويق والتخزين، وصعوبة تجاوز تقسيم العمل التقليدي. بالإضافة إلى التأثيرات الأولية، التي أسهمت فيها تجربة هاتان التعاونيتان على الأسرة. تسلط هذه المقالة الضوء على تجربة التعاونيات النسوية، وما حققته على صعيد تقسيم العمل التقليدي القائم على الجنس، والاختراقات التي حدثت على هذا الصعيد، ولم تتطرق الباحثتان، باستفاضة، إلى الإسهامات التي يمكن تحقيقها على صعيد بناء الاقتصاد الوطني.
الشرح:
Final Review Date:
Tuesday, April 13, 2021
المجلد:
3
الصفحات:
24-26
سنة النشر:
1988
اسم المجلة:
شؤون تنموية