عقد معمل حقوق الإنسان (مبادرة طلابية يحتضنها معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان) حوارية طلابية حول مفهوم "صهر الوعي" (كما صاغه الأسير الشهيد وليد دقة)، وذلك يوم الثلاثاء 28 أيار 2024 في قاعة الشهيد كمال ناصر.
افتتحت النشاط الباحثة في معهد مواطن دانا فرّاج بتقديم معمل حقوق الإنسان، الذي يهدف إلى قيام الطلبة بالتفكير والانغماس في النقاشات الفكريّة الجماعيّة، والتحرّر من الإسقاطات الفكريّة سواء في منظومة التعليم، أو منظومة السوق الاستهلاكيّة، وصياغة مفهوم تحرّري لحقوق الإنسان في إطار فكري متداخل الحقول؛ فلسفي، وتاريخي، وحقوقي، وسياسي. وأشارت إلى ارتباط المعمل بالمشروع البحثي الذي يعمل عليه معهد مواطن بالتعاون مع جامعة أنتويرب (بلجيكا) بعنوان "حقوق إنسان تحررية"، والذي يشمل إلى جانب التطوير المفاهيمي، إعداد أوراق حول قضايا ذات علاقة تناقش أثر الظرف الاستعماري على حالة حقوق الإنسان في فلسطين. ثم قامت مجموعة من طلبة المعمل بتقديم المحاور وإدارة النقاش ضمن ثلاثة محاور رئيسية.
ناقش سيزار حداد (كلية الحقوق والإدارة العامة) مفهوم التعذيب، وضرورة "تعزيز إدراكنا للمفهوم، والعمل على قلب السياسيات الاستعمارية الممنهجة، وما وراءها من افتراضات فكرية، والتصدي لها." كما تطرق إلى سياسات الرقابة الإسرائيلية على الفلسطينيين داخل وخارج السجن، من خلال استخدام أنظمة تكنولوجية تعمل على محاصرة الفلسطيني أينما وجد، إضافة إلى إشعاره أنه تحت عيون الكاميرات على مدار الساعة. كما طرح عدداً من الأسئلة للنقاش، تمحورت حول كيف نستطيع مواجهة عملية صهر الوعي؟ لأن "من لا يحلل واقعه لن يستطيع فهمه، ومن لم يفهم واقعه لن يستطيع مواجهته"، وما هو دور الحركات الطلابية في المواجهة وتحدي الخوف؟
وناقشت غيد حجاز (كلية الأعمال والاقتصاد) مفهوم "البنية التحتية المعنوية" للشعب المستعمَر، والفعل الجمعي، وكيف يسعى المستعمِر إلى رفع كلفة المقاومة من خلال استخدام نظام عنصري شمولي استعماري يعتمد على "الإبادة السياسية لأهل البلاد، أي التفكيك العميق للقدرة على المقاومة كمقدمة لعمليات الإبادة الجسدية والطرد." وتطرقت إلى مشروع "تثبيت الواقع وتفكيك البنية التحتية للشعب، ليغدو الشعب الفلسطيني أقل من شعب وفوق الإبادة المادية." واستذكرت مقولة غسان كنفاني إنه "لا يوجد حل فردي لمشكلة جمعية"، وما يعنيه ذلك من أهمية مراكمة الفعل الجمعي الثوري للتحرر وتقرير المصير، وما يتطلبه ذلك من الخروج من الحيز الخاص والمطالب والحلول والنضالات الفردية إلى النضال الجماعي.
أما روان المصري (كلية الآداب - ماجستير دراسات ثقافية ونقدية)، فناقشت استهداف الهوية الفلسطينية في الحراك الطلابي في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وأهمية المطالب الجماعية في الحراك، وعدم الاكتفاء بالتحسين، وكيف أن الحراك استطاع مواجهة محاولات تفتيت الهوية الفلسطينية على مدار عقود، ومواجهة عملية تسليع التعليم ضمن نموذج الهيمنة النيوليبرالية، ورفع شعار "الجامعة الشعبية لغزة"، وشعار "سنعيد السيطرة على مؤسساتنا، حرماً حرماً، حتى تتحرر فلسطين"، وطالب بـ "قطع العلاقات والروابط مع جامعات دولة الاحتلال، والوقوف إلى جانب النضال الفلسطيني، وإعادة بناء الجامعات لتكون مستقلة عن النظام الاقتصادي والسياسي الأمريكي غير الأخلاقي." واختتمت بالحديث عن أهمية تضامن والتحام نضالات الشعوب المضطهدَة، مشيرة إلى رسالة المعتقل السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية موميا أبو جمال، إلى الطلبة في الحراك حول ضرورة عدم الاكتفاء في المطالبة بوقف إطلاق النار، وإنما المطالبة بإنهاء الاحتلال.