You are here

معهد مواطن و"مدى الكرمل" ينظمان ورشة حِوارية بعنوان: "إسرائيل والهاوية الأخلاقيّة"

Primary tabs

22 تمّوز /يوليو 2024

نظم معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان بالتعاون مع "مدى الكرمل" (المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة) ورشة حِوارية بعنوان: "إسرائيل والهاوية الأخلاقيّة" وذلك يوم الإثنين 22 تموز/ يوليو 2024 في حرم جامعة بيرزيت. وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين والطلبة.

اشتملت الورشة على جلستين، ركز المشاركون فيهما، بشكل عام، على نقاش عدد من الأسئلة الملّحة التي يفرضها الظرف الراهن، وذلك في سياق حرب الإبادة الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.

قدمت الجلسة الأولى عرين هوّاري، مديرة "مدى الكرمل"، واستعرضت خلالها الهدف من اللقاء، وقامت بطرح عدد من التساؤلات التي برزت منذ حرب الإبادة على قطاع غزة، خاصة في ظل الانحدار الأخلاقي العالمي، غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. وتحدث خلال هذه الجلسة جورج جقمان، عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، الذي استهل مداخلته بالتساؤل حول "ماذا حصل لإسرائيل؟"، مشدداً على أنّ التفسير الذي يعزو ردة فعل إسرائيل على السابع من أكتوبر إلى الرغبة في الانتقام واستعادة قوة الردع يشير إلى وجود فجوة في مدخل التحليل.  وحاول جقمان تفسير المشهد الإسرائيلي من خلال الوقوف على أهم تصريحات ومواقف الحكومة الرسمية التي تُعبّر عن رغبة فاشية في الانتقام، والتطهير العرقي، وركز في تحليله على الاحتفاء العلني بالوحشية، الذي يشكل مدعاة للتساؤل حول شرعية "الدولة اليهودية"، وتضحيتها بـ"سمعتها" على صعيد الرأي العالمي.

أما مداخلة هنيدة غانم، مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيليّة "مدار"، فكانت بعنوان "تفكيك مفهوم ’اليسار الإسرائيلي‘"، وصولاً إلى نفي وجود "يسار" إسرائيلي. فشددت غانم على أن هذه التسمية هي مجرد اصطلاح، للتمييز بين اختلافات داخلية تتفق جميعها على فكرة المؤسسة للاشتراكية الصهيونية، ألا وهي الغيتو/الدولة الحديثة اليهودية، التي تعمل، بنيوياً، على إبعاد الفلسطيني من المشهد. كما قامت غانم باستعراض أهم محطات تشكّل الأحزاب "اليسارية" داخل إسرائيل، وصولاً إلى تراجعها مقابل صعود اليمين المتطرف، وأثر ذلك على فهمنا لموقفها من الحرب.

أدار الجلسة الثانية مضر قسيس، أستاذ الفلسفة في جامعة بيرزيت، ومدير معهد مواطن، ومدير مبادرة كرامة في جامعة بيرزيت، وركز على ضرورة توجيه النقاش والانشغال بسؤال ماذا نفعل لمواجهة الوضع الآني، وكيف نحدد ونصوغ موقفنا من التحرر في ظل الظروف الراهنة. تحدث خلال هذه الجلسة نديم روحانا، أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الصراع في جامعة "تافتس" في الولايات المتحدة، وسلط الضوء على أهم التحولات الحادة في الصهيونية بعد حرب الإبادة، التي امتدت من هدف المحو إلى الإزالة، ومن تحوّل مفهوم الردع في الفكر الصهيوني إلى حتمية الوحشية، ومن هاجس الخوف والقلق إلى قدرة الدولة اليهودية على البقاء، وأثر ذلك في زعزعة مكانة وشرعية إسرائيل في الرأي العالمي. أما عبد الجواد حمايل، طالب الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، فقد شدد على ضرورة فهم احتفالية المستعمِر بفعل الإبادة كملازمة بنيوية له، وفي ذات الوقت، على وجود بعد جديد لهذه الاحتفالية، والذي تكشّف مع السابع من أكتوبر؛ كفعل صادم للمخيال الاستعماري الصهيوني، لجمعه بين القدرة على المباغتة والتخويف بالإضافة إلى القدرة على خلق اللحظة الجمالية والإبهار.

تخلل الورشة عدد من المداخلات والأسئلة، وكان من بينها كيف بالإمكان مقاومة هذا البطش الاستعماري؟ وكيف يمكننا أن نفهم تداعيات هذه المواقف غير المسبوقة على الأحياز والجغرافيات الفلسطينية؟ بالإضافة إلى الإشارة على وجود أبعاد أخرى للإبادة، تشمل غياب القدرة على التفكير والحلم بإمكانية المستقبل، وعن الحاجة إلى التفكير بمفاهيم جديدة، خاصةً في ظل الانتقال الحقبوي الذي يشهده عالم اليوم.

المرفقات: