عقد معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان – جامعة بيرزيت، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني في إطار برنامجه "دعم العمليات الانتخابية الشاملة في دولة فلسطين" لقاءً بعنوان "طبيعة ومستقبل وآفاق التجمعات السياسية غير الحزبية"، في فندق الكرمل – رام الله وفندق الروتس - في غزة يومي الجمعة والسبت 3 و4 أيلول 2021، ولبّى الدعوة 27 من ممثلي القوائم المستقلّة التي ترشحّت لانتخابات المجلس التشريعي التي كان من المزمع عقدها في أيار الماضي. لم تعقد الانتخابات، ما أشعر الكثيرين بخيبة الأمل، بما في ذلك أعضاء في القوائم المستقلة غير الحزبية التي أقبلت على المشاركة السياسية بمنحى عن الأحزاب الكبيرة خاصة.
ولكن ظاهرة الإقبال على الترشح تشير تشكل باعثا للتفاؤل بشأن توسيع المشاركة السياسية، ومن جهة أخرى يرى البعض أن العدد الكبير للقوائم المستقلة يعبر عن تراجع الثقة في الأحزاب والفصائل والحركات المعروفة تاريخيا في الساحة الفلسطينية. لذلك كان من الضروري فتح الحوار حول هذه القضايا لفهم الديناميكيات السياسية من أجل العمل على تطوير المشاركة السياسية بشكل عام، والتقدم نحو حقل سياسي أكثر تعددية، وأوسع مشاركة.
فتمّ افتتاح اللقاء في مساء اليوم الأول بالترحيب بالحضور من قبل الدكتور مضر قسيس مدير معهد مواطن، والدكتور باسم الزبيدي الأستاذ في جامعة بيرزيت والذي قام بتيسير وإدارة جلسات النقاش، ثم تم عرض البرنامج والمحاور التي سيتم نقاشها، وفي اليوم التالي قدم الدكتور هشام كحيل المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية مداخلة بعنوان "عمليات تشكيل القوائم والتسجيل وتجربة القوائم غير الحزبية"، وتم نقاش حيثيات الموضوع مع ممثلي القوائم وعرض أبرز التحديات التي واجهت القوائم الانتخابية غير الحزبية أثناء مرحلة تسجيل المرشحين.
وتلاها مداخلة أخرى من الباحث الرئيسي في الائتلاف من أجل النزاهة – أمان السيد جهاد حرب، بعنوان "أطر العمل الحزبي في فلسطين: تاريخ عملية تطوير قانون للأحزاب"، حيث ألقى الضوء على أهمية العمل على إقرار قانون للأحزاب السياسية، وكيف يشكل غياب القانون عائقا أمام تطوير هذه القوائم الانتخابية باتجاه أحزاب سياسية فاعلة، والعمل على إصلاح ومأسسة التنظيمات السياسية وعمليات الانتخابات.
وفي الجلسة التي تلتها قام الدكتور باسم الزبيدي بطرح عناوين هامة للنقاش وعليها قام ممثلو القوائم بعرض أدواتهم وبرامجهم أي الأولويات التي يعملون عليها، وكيف تربط هذه القوائم "الوطني-التحرري" "بالبنائي المؤسسي"، وناقشت أيضا استراتيجيات عملها وتنظيمها، وتحديد جمهورها المستهدف، في لعب دور في الانتخابات المحلية في المستقبل، واستراتيجيات تعزيز حضورها وما تمثله في الساحة العامة.
واختُتم اللقاء بالخروج بعدة توصيات أهمها:
- بحث آليات جدية لاندماج القوائم المتشابهة في برامجها، والتي ممكن أن تودي إلى نتائج أفضل من خلال العمل على توحيد البرامج بمشروع واضح وخطة واضحة لكيفية الوصول إلى الناس.
- بحاجة إلى برنامج بناء قدرات حقيقي لزيادة الوعي والمعرفة بكل ما يتعلق بالنظام الانتخابي، والعمل على تعديل قانون الانتخابات بشكل لتعزيز المشاركة الحرة، وزيادة الكفاءة فيما يتعلق بالأدوات والمأسسة، وليس فقط البرنامج الانتخابي كمتطلب قانوني للترشح. وأشارت لجنة الانتخابات المركزية إلى استعدادها لتقديم ما يلزم لإتمام برنامج بناء قدرات يساعد في عملية الإصلاح الانتخابي بالتعاون مع معهد مواطن.
- ضرورة استمرارية اللقاءات بشكل دوري من خلال انتداب عدد من الموجودين للتنسيق مع معهد مواطن والاستمرار لاستكمال قضايا أخرى ملحّة والخروج ببرنامج لتوحيد ودمع القوائم.
- تطوير واستكمال بناء المجلس التنسيقي للقوائم المستقلة حتى يكون جسم ثابت للمشاورات بما يتعلق بكل القضايا التي تحتاجها القوائم من أجل الاندماج والائتلاف بشكل فاعل.
- متابعة ما تم التوصل إليه في اللقاء كلٌ مع أفراد قائمته.
- إعادة النظر في الأنظمة الداخلية لكل كتلة، والمشاركة في الفعاليات على أرض الواقع لتعزيز روح التعاون، والمشاركة في بناء كُتل في كل مدينة تكون جاهزة للمشاركة في الانتخابات المحلية القادمة.
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على متابعة العمل وفق التوصيات التي تم التوصل إليها.