العطب والدلالة في الثقافة والانسداد الديمقراطي
يقول محمد حافظ يعقوب ان الديمقراطية "من حيث نسق سياسي من العلاقات داخل الدولة هي بهذا المعنى اختراع غربي، مثلها في ذلك مثل الدولة القومية، والمنظمات الدولية كالامم المتحدة والمصنع الحديث، والآلة الحديثة وغيرها. واستخدم الغرب شعار الديمقراطية بالمعنى الليبرالي في معركتهم التعبوية والتحشدية خلال الحرب الباردة. وهم يستخدمونه اليوم في معركتهم للحفاظ على تفوقهم في المرحلة الانتقالية العصيبة الحالية... بيد ان الفكرة الديمقراطية بالمعنى الذي سبق عرضه، ليست سلاح الغرب بالتأكيد. فمشاركة بشرية الجنوب في صنع الحضارة والقرارات الدولية التي تهم البشرية كلها وخروجها من سيرورة استبعادها لا تندرج في برنامج القوى الكبرى اليوم، ولا تشكل جزْا من استراتيجيتها المعلنة او الفاعلة في الاوقات الحاضرة ولا مصلحة لها في حصولها في المستقبل. وهي ستعمل جاهدة على الارجح لكبح مثل هذا الطموح الذي ارجح تنميه في العقود القادمة لدى بشرية الجنوب .
يعني مم تقدم ان التحدي الاكبر الذي تمثله الديمقراطية اليوم يتمثل في المقام الاول بتحدي الاندماج الاجتماعي أي السياسي للفئات والشرائح الاجتماعية التي ظلت طويلا خارج التاريخ،في هوامشه، وبخروجها من وضعية عزلتها التي تجعل منها اقلية سياسية لا ورزن نوعيا لها، وبكسر الحواجز التي تعرقل هذا الخروج... " وليست الفكرة العروبية بمضمونها الذي استوعبه الجسم الاكثري للجماعة العربية، الا التعبير عن تقرير المصير، وليس الاجماع السائد حاليا على فشلها الا ان حركتها السياسية وادت هذا الطموح الكبير الذي ما زال ماثلا بقوة اليوم.
محمد حافظ يعقوب
من مواليد عكا، يحمل شهادة دكتوراه الدولة في علم الاجتماع من جامعة باريس. له عدد من الكتب والدراسات المنشورة منها:
· سوسيولوجيا ماركس وفلسفته الاجتماعية (تقديم وترجمة) – دار دمشق/دمشق. 1972
· نظرة جديدة لتاريخ القضية الفلسطينية (1917-1947) – دار الطليعة / بيروت 1973
· التخلف العربي والتحرر العربي – دار ابن رشد/بيروت 177
· الذاكرة والاقتلاع، فلاشا اثيوبيا: التاريخ الاسطورة والمنفى – دار المدى/دمشق 1966
· انجلترا الفكتورية وفلسطين: مقدمات المشروع الصهيوني (1800 – 1881) اطروحة دكتوراه الدولة ( بالفرنسية)