محمد دراغمة: انتفاضة الأقصى: حقول الموت. 2008
انتفاضة الأقصى
حقول الموت
محمد دراغمة
2008
في سنوات الانتفاضة التي عملت فيها مراسلاً صحافيا طُفت الأراضي الفلسطينية، وسجلت أحداثها المركزية. شهدت الاجتياح الكبير الذي أعادت فيه إسرائيل احتلال الضفة، ووثقت بالعين والقلم قيام الجيش الإسرائيلي بطحن كل شيء في طريقه؛ البشر، المباني، الأسواق، الشوارع، الحدائق، السيارات، المعامل ... كل شيء.
طفت البلدة القديمة في نابلس، وشاهدت جثثاً بين الأنقاض، وأخرى متراكمة في مسجد حوِّل إلى مستشفى مؤقت لاستقبال الجرحى والجثث المحرومة من الدفن.
ذهبت إلى مخيم جنين بعد الاجتياح، ووثقت روايات عن أساطير مواجهة الموت في الأزقة الفقيرة الضيقة ... إلى رام الله، حيث خضع القائد الراحل ياسر عرفات لحصار حتى الموت. وإلى الخليل والقدس حيث الصراع مع المستوطنين يصل إلى كل شبر وكل حجر ... إلى سلفيت حيث سرطان الاستيطان ... إلى الأغوار، حيث أطماع الاستيطان والنهب تصل إلى الشركات الإسرائيلية التي احتلت مساحات شاسعة من الأرض وحولتها إلى مزارع ومصانع وورش.
طفت القرى، ووثقت الموت الرابط على الطرق الالتفافية ... هذا رجل خرج بحثا عن قوت عياله وعاد جثة هامدة، وذلك يحمل امرأة عجوزاً على ظهره ليقطع بها خندقا أقامه الجيش الإسرائيلي لعزل مجموعة من القرى، وتلك امرأة تحمل رضيعها بين يديها وتجاهد للحفاظ على توازنها وهي تقطع الجبال الزلقة شتاءً، للوصول به إلى طبيب في المدينة .. شهدت ولادات وزيجات جرت على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، حيث يُمنع الناس من التنقل حتى لو كانوا نساء في حالات مخاض. وقفت مع هؤلاء، والمئات غيرهم، ووثقت قصصهم التي صبغها الاحتلال باللون الأسود، وقدمتها في هذا الكتاب.
محمد دراغمة
صحافي وكاتب. ولد العام 1963 في بلدة طوباس، ويعيش في مدينة رام الله. يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والدبلوم في الصحافة. عمل في صحيفة الأيام الفلسطينية، ويعمل حالياً في وكالة الأنباء العالمية الأسوشيتدبرس، ويكتب في صحيفة الحياة اللندنية. يُحاضر ويُدرب الصحافة في جامعة بيرزيت ومراكز فلسطينية وعربية وغربية عديدة.
حاصل على جوائز عدة في الصحافة أبرزها: جائزة "نتالي برايز" الممنوحة من الاتحاد الأوروبي للعام 2005، وجائزة "تومسن فاونديشن" البريطانية في التحقيق الصحافي للعام 2004، وجائزة فلسطين للقصة الصحافية للعام 2003، وجائزة "كمن غراوند" الأمريكية للعام 1998.
تخصص في كتابة القصة الصحافية. وكان من أول من أدخل هذا الفن بمعناه المهني الحرفي إلى الصحافة الفلسطينية. تتميز كتاباته بالحس الإنساني، وتستخدم قصصه الصحافية نماذج تدريبية في الوطن العربي.