عقدت مبادرة معمل الأفكار يوم الثلاثاء 9 آذار/مارس 2021، حلقة نقاش عبر الفضاء الافتراضي باستخدام منصة زوم بعنوان "الانتخابات الفلسطينية: فرص الاستفادة من ظرف الانتخابات لإعادة الزخم إلى المشروع الوطني الجمعي". وذلك ضمن سلسلة الأنشطة التي تهدف لخلق حوار حول الظرف الراهن، وما حدث عليه من تغييرات بعد المرسوم الرئاسي الذي أعلن بإجراء انتخابات مجلس تشريعي فلسطيني في أيار المقبل، تليها انتخابات رئاسية ومن ثم انتخابات مجلس وطني.
بدأت حلقة النقاش بمداخلة لدانا فراج، وهي محامية وباحثة مساعدة في معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان. قدمت فيها فراج ورقة أصدرها معهد مواطن بعنوان "فرص الاستفادة من ظرف الانتخابات لإعادة الزخم إلى المشروع الوطني الجمعي: تقييم ظرف"، والتي حملت تحليلاً سياسياً لظرف الانتخابات الراهن الذي قد يحمل النجاح والفشل. الفشل من خلال إلغاء الانتخابات أو تأجيلها لأجل غير مسمى، أو إعادة الشرعية لهيمنة أحزاب السلطة على المؤسسات الحكومية وعلى القرار الفلسطيني دون تأثير الفواعل الجديدة. أما النجاح، فهو من خلال وضع ضوابط تشكل أساساً لتحقيق عدد من المواصفات، والتي أهمها:
أولاً: إلغاء إمكانية احتكار السلطة والقرار السياسي من قبل أي جهة، والتخلي عن المحاصصة. ثانياً: إلغاء إمكانية البقاء في السلطة بدون تجديد الشرعية بشكل مستمر ودوري. ثالثاً: إلغاء إمكانية نشوء "حق نقض" لأي طرف أو جهة، ويشمل ذلك حق النقض بشأن عقد الانتخابات. فحق النقض هذا يجعل الشعب رهينة للأحزاب بعكس ما يجب أن تكون الأمور عليه. وأخيراً: توسيع نطاق التمثيل السياسي (والمقصود بالتمثيل السياسي أن لا يقتصر على التمثيل في الأطر السياسية) خارج نطاق القوى السياسية الكبيرة (فتح وحماس)، وخارج نطاق الأطر السياسية التقليدية (الفصائل)، لتشمل اتجاهات سياسية تغطي طيفاً سياسياً أوسع نطاقاً، وتتسع للمكونات المجتمعية المتنوعة، وتضمن مساهمة أكبر للأحزاب الصغيرة وللحركات والحراكات الاجتماعية، والقطاعات المختلفة (مثل المزارعين والعمال)، بحيث تكون هذه الأطر قادرة على استيعاب الشباب على أنهم أنداد.
بعد عرض الورقة، تم فتح باب النقاش للمشاركين لنقاش الورقة ولعرض أفكارهم ومداخلاتهم حول الانتخابات الفلسطينية القادمة. وتراوحت الآراء بين القول بأن الانتخابات القادمة لا تشكل فرصة إلا من خلال مقاطعتها والتحريض عليها، فهي تشكل أداة لإعادة الشرعية للنخب السياسية التي تعزز وتكرس مسار التسوية الذي بدأ من توقيع اتفاقية أوسلو، وبين القول بأن هناك إمكانية لاستثمار الانتخابات من خلال تشكيل قوائم شبابية ويسارية، للتأثير في المستقبل على قرارات المجلس التشريعي في قضايا حقوق المرأة والأسرة والعمال والحريات الاجتماعية.
في الختام، أعادت دانا فراج صياغة معظم الآراء والنقاشات التي طرحت في اللقاء، ودعت المشاركين إلى المشاركة في وضع اقتراحات لعناوين حلقات نقاش قادمة تساهم في تعزيز الحوار المجتمعي حول الانتخابات والشباب وتعزيز آليات المشاركة الديمقراطية في المجتمع.